تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣١٠
في أمولكم: بتكليف الانفاق، وما يصيبها من الآفات.
وأنفسكم: بالجهاد والقتل والأسر والجراح وما يرد عليها من المخاوف والأمراض والمتاعب.
وفي عيون الأخبار في باب ما كتب به الرضا (عليه السلام) إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة الزكاة من أجل قوت الفقراء وتحصين أموال الأغنياء، لان الله تعالى كلف أهل الصحة القيام بشأن أهل الزمانة والبلوى كما قال (عز وجل):
" لتبلون في أموالكم " بإخراج الزكاة " وفي أنفسكم " بتوطين الأنفس على الصبر (1).
ولتسمعن من الذين أوتوا الكتب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا: من هجاء الرسول، والطعن في الدين، وإغراء الكفرة على المسلمين.
أخبرهم بذلك قبل وقوعها، ليوطنوا أنفسهم على الصبر والاحتمال، ويستعدوا للقائها، حتى لا يرهقهم نزولها.
وفي تفسيرات فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثني الحسين بن الحكم معنعنا عن ابن عباس (رضي الله عنه) في يوم أحد في قوله: " ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا " نزلت في رسول الله خاصة (2).
وإن تصبروا: على ذلك.
وتتقوا: مخالفة أمر الله.
فإن ذلك: يعني الصبر والتقوى.
من عزم الأمور: معزومات الأمور التي يجب العزم عليها. أو مما عزم الله عليه، أي أمر به وبالغ فيه والعزم في الأصل ثبات الرأي على الشئ نحو إمضائه.
وفي تفسير العياشي: عن أبي خالد الكابلي قال: قال علي بن الحسين (عليهما السلام): لوددت أنه اذن لي فكلمت الناس ثلاثا، ثم صنع الله بي ما أحب، قال

(١) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج ٢ ص ٨٩ باب ٣٣ في ذكر ما كتب به الرضا (عليه السلام) إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل، ح ١.
(٢) تفسير فرات الكوفي: ص 19.
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»
الفهرست