تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣١٣
[لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم (188) ولله ملك السماوات والأرض والله على كل شئ قدير (189)] أنه لهم، وهو عليهم، وزادوا فيه ما ظهر تناكره وتنافره (1)، وانكشف لأهل الاستبصار إغوائهم وافترائهم (2).
لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا: يعجبون بما فعلوا من التدليس وكتمان الحق، أو من الطاعات والحسنات.
والخطاب للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن ضم الباء جعل الخطاب له وللمؤمنين. والمفعول الأول " الذين يفرحون ".
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بالياء وفتح الباء فيه، وضم الباء في الآتي، على أن " الذين " فاعل ومفعولاه محذوف، يدل عليهما مفعولا مؤكدة، وهو " يحسبنهم " الثاني، أو المفعول الأول محذوف والثاني تأكيد للفعل وفاعله ومفعوله الأول (3).

(١) قد ملا أصحاب الكلام وأرباب التفاسير من العامة والخاصة بالوجوه العقلية والنقلية، الدفاتر والدساتير على عدم تحريف القرآن بالزيادة والنقصان، وعدم صحة أمثال هذه الروايات، أو تأويلها، بما لا مزيد عليه. وإن شئت الاختصار فراجع مقدمة تفسير مجمع البيان: ج ١ ص ١٥ الفن الخامس، وإن رمت أكثر من ذلك فعليك ب‍ " البيان في تفسير القرآن " لآية الله العظمى الخوئي دام ظله:
ص ١٩٧ صيانة القرآن من التحريف. وغيرهما من التفاسير للعامة والخاصة.
(٢) كتاب الاحتجاج: ج ١ ص ٢٥٧، احتجاجه (عليه السلام) على زنديق جاء مستدلا عليه بآي من القرآن متشابهة، تحتاج إلى التأويل على أنها تقتضي التناقض والاختلاف فيه، س 12.
(3) لتوضيح ما أورده المؤلف (رحمه الله) ننقل ما أورده (البيضاوي): ج 1 ص 198 عند تفسيره لهذه الآية قال: وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالياء وفتح الباء في الأول وضمها في الثاني، على أن " الذين " فاعل، ومفعولا " لا يحسبن " محذوفان، يدل عليهما مفعولا مؤكدة، وكأنه قيل: " ولا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا فلا يحسبن أنفسهم بمفازة " أو المفعول الأول محذوف وقوله: " فلا تحسبنهم " تأكيد للفعل وفاعله ومفعوله الأول.
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 ... » »»
الفهرست