تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٩
اليهود لما سمعوا " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا " (1) (2).
وفي تفسير علي بن إبراهيم: قال: والله ما رأوا الله فيعلمون أنه فقير، ولكنهم رأوا أولياء الله فقراء، فقالوا: لو كان الله غنيا لا غنى أولياءه، ففخروا على الله في الغناء (3).
وفي كتاب المناقب لابن شهرآشوب: عن الباقر (عليه السلام) في قوله: " لقد سمع الله قول الذين قالوا " الآية قال: هم الذين يزعمون أن الامام يحتاج إلى ما يحملونه إليه (4).
سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق: أي سنكتبه في صحائف الكتبة، أو سنحفظه في علمنا لا نهمله، فإنه كلمة عظيمة، إذ هو كفر بالله، أو استهزاء بالقرآن والرسول، ولذلك نظمه مع قتل الأنبياء.
وفيه تنبيه على أنه ليس أول جريمة ارتكبوها، وأن من اجترأ على قتل الأنبياء لم يستبعد منه أمثال هذا القول.
وفي أصول الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله (عز وجل): " ويقتلون الأنبياء بغير حق " فقال: أما والله ما قتلوهم بأسيافهم، ولكن كانوا أذاعوا أمرهم وأفشوا عليهم، فقتلوا (5).
وقرأ حمزة " سيكتب " بالياء وضمها وفتح التاء، وقتلهم بالرفع، و " يقول " بالياء.
ونقول ذوقوا عذاب الحريق: أي وننتقم منهم، بأن نقول: ذوقوا العذاب المحرق.

(١) البقرة: ٢٤٥.
(٢) نقله في أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج ١ ص ١٩٥ عند تفسيره لقوله تعالى:
" إن الله فقير ونحن أغنياء ".
(٣) تفسير علي بن إبراهيم: ج ١ ص ١٢٧ عند تفسيره لقوله تعالى: " قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ".
(٤) لم أنظفر عليه في مناقب ابن شهرآشوب ولكن رواه في تفسير الصافي: ج ١ ص ٣٧٣ عند تفسيره لآية ١٨١ من سورة آل عمران.
(٥) الكافي: ج ٢ ص ٣٧١ كتاب الايمان والكفر (باب الإذاعة) ح 7.
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»
الفهرست