تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٦
[ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيمة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير (180)] فلكم أجر عظيم: لا يقادر قدره.
ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم: من قرأ بالتاء، قدر مضافا، أي لا تحسبن بخل الذين يبخلون هو خيرا لهم، وكذا من قرأ بالياء ان جعل الفاعل ضمير الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أو من يحسب.
وإن جعله الموصول كان المفعول الأول محذوفا، أي لا يحسبن البخلاء بخلهم هو خيرا لهم.
بل هو: أي البخل.
شر لهم: لاستجلاب العقاب عليهم.
سيطوقون ما بخلوا به يوم القيمة: بيان لذلك، أي سيلزمون وبال ما بخلوا به، إلزام الطوق (1)، أو يطوقون بما بخلوا به يوم القيامة.
في الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن مسكان، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (عز وجل): " سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة "، فقال: يا محمد ما من أحد يمنع من زكاة ماله شيئا إلا جعل الله (عز وجل) ذلك يوم القيامة ثعبانا من نار مطوقا في عنقه ينهش من لحمه حتى يفرغ من الحساب، ثم قال: هو قول الله (عز وجل):
" سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة "، يعني ما بخلوا به من الزكاة (2).

(١) من قوله (ما كان الله ليؤتي أحدكم) إلى هنا مقتبس من أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج ١ ص ١٩٥ لاحظ تفسيره لآية ١٧٩ إلى ١٨٠ من سورة آل عمران.
(٢) الكافي: ج ٣ ص ٥٠٢ كتاب الزكاة، باب منع الزكاة ح 1.
(٢٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 ... » »»
الفهرست