تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٥
يخالط هؤلاء هؤلاء بعد ذلك النداء؟ قال: كلا، يقول في الكتاب " ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب " (1).
وفي كتاب مقتل الحسين (عليه السلام) لأبي مخنف قال الضحاك بن عبد الله:
مرت بنا خيل ابن سعد (لعنه الله) تحرسنا، وكان الحسين (عليه السلام) يقرأ:
" لا تحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين. ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب " (2).
وقرأ حمزة والكسائي " حتى يميز " من التفعيل هنا وفي الأنفال.
وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبى من رسله من يشاء: ما كان الله ليؤتي أحدكم علم الغيب فيطلع على ما في القلوب من كفر وإيمان، ولكنه يجتبى لرسالته من يشاء، فيوحي ويخبره ببعض المغيبات أو ينصب ما يدل عليها.
فآمنوا بالله ورسله: بصفة الاخلاص، أو بأن تعلموه وحده مطلعا على الغيب، وتعلموهم عبادا مجتبين لا يعلمون إلا ما علمهم الله، ولا يقولون إلا ما أوحي إليهم.
نقل: إن الكفرة قالوا: إن كان محمد صادقا فليخبرنا من يؤمن منا ومن يكفر، فنزلت.
وعن السدي: إنه (عليه السلام) قال: عرضت علي أمتي وأعلمت من يؤمن ومن يكفر، فقال المنافقون: إنه يزعم أنه يعرف من يؤمن به ومن يكفر، ونحن معه ولا يعرفنا، فنزلت.
وإن تؤمنوا: حق الايمان.
وتتقوا: النفاق.

(١) تفسير العياشي: ج ١ ص ٢٠٧ ح 157.
(1) مقتل أبي مخنف ط قم: ص 112 الحسين وأصحابه ليلة العاشوراء..
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»
الفهرست