تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٤
[ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبى من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم (179)] " ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزداد وا إثما ولهم عذاب مهين " (1).
وعن يونس رفعه قال: قلت له: زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ابنته فلانا؟ قال: نعم، قلت: فكيف زوجه الأخرى؟ قال: قد فعل، فأنزل الله:
" ولا تحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير لأنفسهم " إلى " عذاب مهين " (2).
وفي هاتين الروايتين دلالة على صحة القراءة الأولى، دون الثانية وفي الثانية لالة على كفر الثالث.
ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب:
قيل: الخطاب لعامة المخلصين والمنافقين في عصره، والمعنى: لا يترككم مختلطين لا يعرف مخلصكم من منافقكم، حتى يميز المنافقين من المخلصين بالوحي إلى نبيه بأحوالكم، أو بالتكاليف الشاقة التي لا يصبر عليها ولا يذعن لها إلا الخلص المخلصون منكم، كبذل الأنفس والأموال في سبيل الله، ليختبر بواطنكم، وليستدل به على عقائدكم.
وفي تفسير العياشي: عن عجلان بن صالح قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا تمضي الأيام والليالي حتى ينادي مناد من السماء: يا أهل الحق اعتزلوا، يا أهل الباطل اعتزلوا، فيعزل هؤلاء عن هؤلاء، قلت: أصلحك الله

(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»
الفهرست