تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣٢٥
فجعلته له أخا ووصيا ووزيرا ومؤديا عنه من بعده إلى خلقي وخليفتي إلى عبادي - إلى قوله جل ثناؤه - وحجتي في السماوات والأرضين على جميع من فيهن من خلقي لا أقبل عمل عامل منهم إلا بالاقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي (1).
فالذين هاجروا: الأوطان والعشائر للدين.
وأخرجوا من ديرهم وأوذوا في سبيلي: بسبب إيمانهم بالله ومن أجله.
وقتلوا: الكفار.
وقتلوا: في الجهاد.
وقرأ حمزة والكسائي بالعكس (2).
والمراد: أنه لما قتل منهم قوم، قاتل الباقون، ولم يضعفوا.
وشدد ابن كثير وابن عامر " قتلوا " للتكثير.
لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنت تجرى من تحتها الأنهر ثوابا من عند الله: أي أثيبهم بذلك ثوابا من عند الله، أي عظيما، فهو مصدر للنوع (3).
والله عنده حسن الثواب: على الطاعات.
وفي أمالي شيخ الطائفة: بإسناده إلى أبي عبيدة عن أبيه، وابن أبي رافع يحكي ذهاب علي (عليه السلام) من مكة إلى المدينة ملتحقا بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حين هاجر من مكة إلى المدينة، وقد قارع (4) الفرسان من قريش، ومعه فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفاطمة بنت

(١) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج ٢ ص ٤٩ قطعة من ح ١٩١.
(٢) فالذين هاجروا، مبتدأ، وخبره (لا كفرن)، وقاتلوا وقتلوا عطف على عطف على عطف. وقرئ: وقتلوا وقاتلوا، هده القراءة تدل على أن الواو تدل على الجمع دون الترتيب، فلذلك لم يبال قدم أواخر وإلا فيستحيل أن تكون المقاتلة بعد القتل، وقد يجوز أن يراد يقتلوا البعض ويقاتلوا الباقي، وهو كثير في كلامهم (البيان في غريب إعراب القرآن لابن الأنباري: ج 1 ص 237).
(3) في هامش بعض النسخ المخطوطة ما لفظه (رد على البيضاوي حيث جعله مصدرا مؤكدا مع أنه لا يحذف عامل المؤكد، منه).
(4) قرع الرجل: ضربه. يقال: قرع رأسه بالعصا، أي ضربه بها (المنجد لغة قرع).
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»
الفهرست