تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٣٨٠
والمؤمن العائذات الطير يرقبها * ركبان مكة بين الغيل والسند ما إن أتيت بشئ أنت تكرهه * إذن فلا رفعت سوطا إلى يدي إذن فعاقبني ربى معاقبة * قرت بها عين من يأتيك بالحسد والبيت المذكور لمن ننظره في شرح الشواهد.
(تتمة) قال ابن دريد في الوشاح: النوابغ أربعة: الذبياني هذا، والنابغة الجعدي قيس بن عبد الله صحابي، والنابغة الحرثي يزيد بن أبان، والنابغة الشيباني جمل بن سعد. وفى المؤتلف والمختلف لأبى القاسم الآمدي زيادة على هؤلاء: النابغة الذهلي عبد الله بن المخارق، وهو القائل:
لا تمدحن فتى حتى تجربه * ولا تذمنه من غير تجريب والنابغة بن لأي بن مطيع الغنوي، والنابغة العدواني، والنابغة بن قتال بن يربوع ذبياني أيضا، والنابغة التغلبي الحارث بن عدوان.
(فسيف بنى عبس وقد ضربوا به * نبا بيدي ورقاء عن رأس خالد) هو للفرزدق في. سورة مريم عند قوله تعالى (ويقول الإنسان) حيث أسند القول إلى الإنسان والمراد به الجنس، كما يقال بنو فلان قتلوا فلانا وإنما القاتل واحد منهم، ومن هذا القبيل (الذين قال لهم الناس) ويقال للمتبرجة:
أتتبرجين للرجال يا لكلاع، ومنه قول الفرزدق: فسيف بنى عبس الخ. حيث أسند الضرب إلى بنى عبس مع قوله نبا بيدي ورقاء، وهو ابن زهير بن خديجة العبسي. من قصته أن سليمان بن عبد الملك أمر الفرزدق بضرب أعناق بعض أسارى الروم، فاستعفاه الفرزدق فلم يعفو، وأعطاه سيفا لا يقطع فقال: بل أضربهم بسيف أبى رغوان مجاشع، يعنى سيف نفسه، فقام وضرب عنق بعضهم فنبا، فضحك سليمان ومن حوله، فقال الفرزدق:
أيعجب الناس أن أضحكت سيدهم * خليفة الله من يسقى به المطر لم ينب سيفي من رعب ولا دهش * عن الأسير ولكن أخر القدر ولن يقدم نفسا قبل ميتتها * جمع اليدين ولا الصمصامة الذكر وشاع حديث الفرزدق هذا وعابه من كان يهاجيه كجرير والبعيث وغيرهما.
(إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة * ولم تجدى من أن تقرى بها بدا) في سورة مريم عند قوله تعالى (سنكتب ما يقول) قال في الكشاف: إن قلت كيف قيل سنكتب بسين التسويف وهو كما قاله كتب من غير تأخير، قال الله تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)؟ قلت فيه وجهان: أحدهما سنظهر له ونعلمه أنا كتبنا قوله عليه طريقة قوله * إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة * أي تبين وعلم بالانتساب أنى لست بابن لئيمة. والثاني أن المتوعد يقول للجاني سوف أنتقم منك، ولم تجدى بدا من الإقرار بأني لست من اللئام بل من الكرام أي لم تجدى فراقا أو خلاصا يقال لا بد من كذا: أي لا فراق، ويجوز أن يريد به التعريض بكون أم المخاطبة لئيمة. والبيت لزائد بن صعصعة الفقعسي وكانت له امرأة فطمحت عليه وكانت أمها سرية، وقبله:
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»
الفهرست