تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٥٤٩
وليس يهلك منا سيد أبدا * إلا افتلينا غلاما سيدا فينا إنا لنرخص يوم الروع أنفسنا * ولو نسام بها في الأمر أغلينا بيض مفارقنا تغلى مراجلنا * نأسو بأموالنا آثار أيدينا إنا لمن معشر أفنى أوائلهم * قول الكماة ألا أين المحامونا؟
لو كان في الألف منا واحد فدعوا * من فارس خالهم إياه يعنونا إذا الكماة تنحو أن يصيبهم * حد الظبات وصلناهم بأيدينا ولا تراهم وإن جلت مصيبتهم * مع البكاة على من مات يبكونا ويركب الكره أحيانا فيفرجه * عنا الحفاظ وأسياف تواتينا (من يفعل الحسنات الله يشكرها * والشر بالشر عند الله مثلان) في سورة النساء عند قوله تعالى (أينما تكونوا يدرككم الموت) بالرفع، وقيل هو على حذف الفاء كأنه قيل:
فيدرككم الموت كما في البيت. والمعنى: أنه من يفعل خيرا يشكره الله ويجازيه ويضاعفه له، ومن يفعل شرا فعل به مثله كما قال (وجزاء سيئة مثلها) والبيت لكعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه، وقبله:
فإنما هذه الدنيا وزينتها * كالزاد لابد يوما أنه فانى (والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أوسد في التراب دفينا فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة * وابشر بذاك وقر منك عيونا ودعوتني وزعمت أنك ناصح * ولقد صدقت وكنت ثم أمينا وعرضت دينا لا محالة أنه * من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذاري سبة * لوجدتني سمحا بذاك مبينا) في سورة الأنعام عند قوله تعالى (وهم ينهون عنه وينأون عنه) قائله أبو طالب، كان ينهى قريشا عن التعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وينأى عنه ولا يؤمن به. روى أنهم اجتمعوا إلى أبى طالب وأرادوا برسول الله صلى الله عليه وسلم سوءا فقال: والله لن يصلوا إليك الخ. فنزلت. وسدته الشئ: جعلته وسادة، والمعنى أوسد يميني في رمسي. وقوله سمحا بذاك: أي بذاك الدين مبينا. وصدع بالأمر: أظهره وتكلم به جهارا لفصاحته عيونا تمييز من إطلاق الجمع على الاثنين مبالغة، أو المراد عيون الكل: أي كأنه قيل من جهة عينك وعين كل مسلم كما تقول لتقر عينك وعين من معك.
(رماني بأمر كنت منه ووالدي * بريئا ومن جول الطوى رماني) هو للفرزدق. في سورة الأنعام عند قوله تعالى (والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه) يقال اشتبه الشيئان وتشابها كقولك استويا وتساويا، فإن الافتعال والتفاعل يشتركان كثيرا، ومنه قوله (هو أبو إسحق الصابي):
تشابه دمعي إذ جرى ومدامتي * فمن مثل ما في الكأس عيني تسكب فوالله ما أدرى أبا الكأس أسبلت * دموعي أم من عبرتي كنت أشرب
(٥٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 544 545 546 547 548 549 550 551 552 553 554 ... » »»
الفهرست