إملاء ما من به الرحمن - أبو البقاء العكبري - ج ١ - الصفحة ٧٥
القول صفة لمصدر محذوف تقديره: كلوا الحلال مما في الأرض أكلا طيبا، ويجوز أن ينتصت حلالا على الحال من ما، وهي بمعنى الذي، وطيبا صفة الحال، ويجوز أن يكون حلالا صفة لمصدر محذوف: أي أكلا حلالا فعلى هذا مفعول كلوا محذوف أي كلوا شيئا أو رزقا، ويكون " من " صفة للمحذوف، ويجوز على مذهب الأخفش أن تكون من زائدة (خطوات) يقرأ بضم الطاء على اتباع الضم الضم، وبإسكانها للتخفيف، ويجوز في غير القرآن فتحها، وقرئ في الشاذ بهمز الواو لمجاورتها الضمة، وهو ضعيف، ويقرأ شاذا بفتح الخاء والطاء على أن يكون الواحد خطوة، والخطوة بالفتح مصدر خطوت، وبالضم ما بين القدمين، وقيل هما لغتان بمعنى واحد (إنه لكم) إنما كسر الهمزة لأنه أراد الإعلام بحاله، وهو أبلغ من الفتح، لأنه إذا فتح الهمزة صار التقدير: لاتتبعوه لأنه لكم واتباعه ممنوع، وإن لم يكن عدوا لنا، ومثله: لبيك إن الحمد لك، كسر الهمزة أجود لدلالة الكسر على استحقاقه الحمد في كل حال، وكذلك التلبية، والشيطان هنا جنس، وليس المراد به واحدا.
قوله تعالى (وأن تقولوا) في موضع جر عطفا على بالسوء: أي وبأن تقولوا.
قوله تعالى (بل نتبع) بل هاهنا للإضراب عن الأول: أي لا نتبع ما أنزل الله، وليس بخروج من قصة إلى قصة، و (ألفينا) وجدنا المتعدية إلى مفعول واحد، وقد تكون متعدية إلى مفعولين مثل وجدت، وهي هاهنا تحتمل الأمرين والمفعول الأول (آباءنا) وعليه إما حال أو مفعول ثان، ولام ألفينا واو، لأن الأصل فيما لو جهل من اللامات أن يكون واوا (أولو) الواو للعطف، والهمزة للاستفهام بمعنى التوبيخ، وجواب لو محذوف تقديره أفكانوا يتبعونهم.
قوله تعالى (ومثل الذين كفروا) مثل مبتدأ، و (كمثل الذي ينعق) خبره، وفى الكلام حذف مضاف تقديره: داعى الذين كفروا: أي مثل داعيهم إلى الهدى كمثلي الناعق بالغنم، وإنما قدر ذلك ليصح التشبيه، فداعى الذين كفروا كالناعق بالغنم، ومثل الذين كفروا بالغنم المنعوق بها، وقال سيبويه لما أراد تشبيه الكفار وداعيهم بالغنم وداعيها، قابل أحد الشيئين بالآخر من غير تفصيل اعتمادا على فهم المعنى، وقيل التقدير: مثل الذين كفروا في دعائك إياهم، وقيل التقدير: مثل الكافرين في دعائهم الأصنام كمثل الناعق بالغنم (إلا دعاء) منصوب بيسمع
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست