إملاء ما من به الرحمن - أبو البقاء العكبري - ج ١ - الصفحة ٢٣٤
الناقصة، و (فيهم) خبرها، ويجور أن تكون التامة: أي ما أقمت فيهم، فيكون فيهم ظرفا للفعل، و (الرقيب) خبر كان (وأنت) فصل أو توكيد للفاعل ويقرأ بالرفع على أن يكون مبتدأ وخبرا في موضع نصب.
قوله تعالى (إن تعذبهم فإنهم عبادك) الفاء جواب الشرط، وهو محمول على المعنى: أي إن تعذبهم تعدل وإن تغفر لهم تتفضل.
قوله تعالى (هذا يوم) هذا مبتدأ ويوم خبره، وهو معرب لأنه مضاف إلى معرب فبقي على حقه من الإعراب، ويقرأ " يوم " بالفتح وهو منصوب على الظرف.
وهذا فيه وجهان: أحدهما هو مفعول قال: أي قال الله هذا القول في يوم. والثاني أن هذا مبتدأ ويوم ظرف للخبر المحذوف: أي هذا يقع أو يكون يوم ينفع. وقال الكوفيون: يوم في موضع رفع خبر هذا، ولكنه بنى على الفتح لإضافته إلى الفعل، وعندهم يجوز بناؤه، وإن أضيف إلى معرب، وذلك عندنا لا يجوز إلا إذا أضيف إلى مبنى، و (صدقهم) فاعل ينفع، وقد قرئ شاذا صدقهم بالنصب على أن يكون الفاعل ضمير اسم الله، وصدقهم بالنصب على أربعة أوجه: أحدها أن يكون مفعولا له: أي لصدقهم. والثاني أن يكون حذف حرف الجر: أي بصدقهم.
والثالث أن يكون مصدرا مؤكدا: أي الذين يصدقون صدقهم. كما تقول: تصدق الصدق. والرابع أن يكون مفعولا به، والفاعل مضمر في الصادقين: أي يصدقون الصدق كقوله: صدقته القتال، والمعنى: يحققون الصدق.
سورة الأنعام بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى (بربهم) الباء تتعلق ب‍ (يعدلون) أي الذين كفروا يعدلون بربهم غيره، والذين كفروا مبتدأ، ويعدلون الخبر، والمفعول محذوف. ويجوز على هذا أن تكون الباء بمعنى عن، فلا يكون في الكلام مفعول محذوف، بل يكون يعدلون لازما: أي يعدلون عنه إلى غيره، ويجوز أن تتعلق الباء بكفروا فيكون المعنى:
الذين جحدوا ربهم مائلون عن الهدى.
قوله تعالى (خلقكم من طين) في الكلام حذف مضاف: أي خلق أصلكم ومن طين متعلق بخلق، ومن هنا لابتداء الغاية، ويجوز أن تكون حالا: أي خلق أصلكم كائنا من طين (وأجل مسمى) مبتدأ موصوف، و (عنده) الخبر.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»
الفهرست