إملاء ما من به الرحمن - أبو البقاء العكبري - ج ١ - الصفحة ٧٦
وإلا قد فرغ قبلها العامل من المفعول، وقيل إلا زائدة لأن المعنى لا يسمع دعاء وهو ضعيف، والمعنى بما لا يسمع إلا صوتا (صم) أي هم صم.
قوله تعالى (كلوا من طيبات) المفعول محذوف: أي كلوا رزقكم، وعند الأخفش من زائدة.
قوله تعالى (إنما حرم عليكم الميتة) تقرأ الميتة بالنصب، فتكون ما هاهنا كافة، والفاعل هو الله، ويقرأ بالرفع على أن تكون ما بمعنى الذي، والميتة خبر إن والعائد محذوف تقديره: حرمه الله، ويقرأ حرم على ما لم يسم فاعله، فعلى هذا يجوز أن تكون " ما " بمعنى الذي، والميتة خبر إن، ويجوز أن تكون كافة، والميتة المفعول القائم مقام الفاعل، والأصل الميتة بالتشديد لأن بناءه فيعلة، والأصل ميوتة فلما اجتمعت الياء والواو وسبقت الأولى بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت، فمن قرأ بالتشديد أخرجه على الأصل، ومن خفف حذف الواو التي هي عين، ومثله سيد وهين في سيد وهين، ولام الدم ياء محذوفة حذفت لغير علة. والنون في خنزير أصل، وهو على مثال غربيب، وقيل هي زائدة، وهو مأخوذ من الخزر (فمن اضطر) من في موضع رفع، وهي شرط، واضطر في موضع جزم بها، والجواب (فلا إثم عليه) ويجوز أن تكون من بمعنى الذي، ويقرأ بكسر النون على أصل التقاء الساكنين، وبضمها اتباعا لضمة الطاء، والحاجز غير حصين لسكونه، وضمت الطاء على الأصل لأن الأصل اضطرر، ويقرأ بكسر الطاء، ووجهها أنه نقل كسرة الراء الأولى إليها (غير باغ) نصب على الحال (ولا عاد) معطوف على باغ، ولو جاء في غير القرآن منصوبا عطفا على موضع غير جاز.
قوله تعالى (من الكتاب) في موضع نصب على الحال من العائد المحذوف:
أي ما أنزله الله كائنا من الكتاب، و (إلا النار) مفعول " يأكلون في بطونهم " في موضع نصب على الحال من النار تقديره ما يأكلون إلا النار ثابتة أو كائنة في بطونهم، والأولى أن تكون الحال مقدرة لأنها وقت الأكل ليست في بطونهم، وإنما يؤول إلى ذلك، والجيد أن تكون ظرفا ليأكلون، وفيه تقدير حذف مضاف: أي في طريق بطونهم، والقول الأول يلزم منه تقديم الحال على حرف الاستثناء، وهو ضعيف، إلا أن يجعل المفعول محذوفا، وفى بطونهم حالا منه أو صفة له: أي في بطونهم شيئا، وهذا الكلام في المعنى على المجاز، وللإعراب حكم اللفظ.
قوله تعالى (فما أصبرهم) " ما " في موضع رفع، والكلام تعجب عجب
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست