إملاء ما من به الرحمن - أبو البقاء العكبري - ج ١ - الصفحة ١٥٤
ظرف لصدق، ويجوز أن يكون ظرفا للوعد (حتى) يتعلق بفعل محذوف تقديره:
دام ذلك إلى وقت فشلكم. والصحيح أنها لا تتعلق في مثل هذا بشئ، وأنها ليست حرف جر بل هي حرف تدخل على الجملة بمعنى الغاية كما تدخل الفاء والواو على الجمل، وجواب (إذا) محذوف تقديره: بأن أمركم ونحو ذلك ودل على المحذوف.
قوله تعالى (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم) معطوف على الفعل المحذوف.
قوله تعالى (تصعدون) تقديره: اذكروا إذ، ويجوز أن يكون ظرفا لعصيتم أو تنازعتم أو فشلتم (ولا تلوون) الجمهور على فتح التاء، وقد ذكرناه في قوله " يلوون ألسنتهم " ويقرأ بضم التاء وماضيه ألوى وهي لغة، ويقرأ (على أحد) بضمتين وهو الجبل.
قوله تعالى (والرسول يدعوكم) جملة في موضع الحال (بغم) التقدير بعد غم، فعلى هذا يكون في موضع نصب صفة لغم، وقيل المعنى: بسبب الغم، فيكون مفعولا به، وقيل التقدير: بدل غم، فيكون صفة لغم أيضا (لكيلا تحزنوا) قيل " لا " زائدة، لأن المعنى أنه غمهم ليحزنهم عقوبة لهم على تركهم مواقفهم، وقيل ليست زائدة، والمعنى على نفى الحزن عنهم بالتوبة، وكى هاهنا هي العاملة بنفسها لأجل اللام قبلها.
قوله تعالى (أمنة) المشهور في القراءة فتح الميم وهو اسم للأمن ويقرأ بسكونها وهو مصدر مثل الأمر، و (نعاسا) بدل، ويجوز أن يكون عط ف بيان، ويجوز أن يكون نعاسا هو المفعول وأمنه حال منه، والأصل أنزل عليكم نعاسا ذا أمنة، لأن النعاس ليس هو الأمن بل هو الذي حصل الأمن به، ويجوز أن يكون أمنة مفعولا (يغشى) يقرأ بالياء على أنه النعاس، وبالتاء للأمنة، وهو في موضع نصب صفة لما قبله، و (طائفة) مبتدأ، و (قد أهمتهم) خبره (يظنون) حال من الضمير في أهمتهم، ويجوز أن يكون أهمتهم صفة، ويظنون الخبر، والجملة حال، والعامل يغشى: وتسمى هذه الواو واو الحال، وقيل الواو بمعنى إذ وليس بشئ، و (غير الحق) المفعول الأول: أي أمرا غير الحق، وبالله الثاني، و (ظن الجاهلية) مصدر تقديره: ظنا مثل ظن الجاهلية (من شئ) من زائدة، وموضعه رفع بالابتداء، وفى الخبر وجهان: أحدهما لنا، فمن الأمر على هذا حال،
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست