إملاء ما من به الرحمن - أبو البقاء العكبري - ج ١ - الصفحة ١٥٥
إذ الأصل هل شئ من الأمر. والثاني أن يكون من الأمر هو الخبر ولنا تبيين وتتم الفائدة كقوله " ولم يكن له كفوا أحد " (كله لله) يقرأ بالنصب على التوكيد أو البدل ولله الخبر، وبالرفع على الابتداء ولله الخبر، والجملة خبر إن (يقولون) حال من الضمير في يخفون، و (شئ) اسم كان والخبر لنا أو من الأمر مثل " هل لنا " (لبرز الذين) بالفتح والتخفيف، ويقرأ بالتشديد على ما لم يسم فاعله:
أي أخرجوا بأمر الله.
قوله تعالى (إذا ضربوا في الأرض) يجوز أن تكون إذا هنا تحكى بها حالهم، فلا يراد بها المستقبل لا محالة، فعلى هذا يجوز أن يعمل فيها قالوا وهو للماضي، ويجوز أن يكون كفروا وقالوا ماضيين، ويراد بها المستقبل المحكى به الحال، فعلى هذا يكون التقدير: يكفرون ويقولون لإخوانهم (أو كانوا غزى) الجمهور على تشديد الزاي وهو جمع غاز، والقياس غزاة كقاض وقضاة، لكنه جاء على فعل حملا على الصحيح نحو شاهد وشهد وصائم وصوم. ويقرأ بتخفيف الزاي وفيه وجهان:
أحدهما أن أصله غزاة، فحذفت الهاء تخفيفا لأن التاء دليل الجمع، وقد حصل ذلك من نفس الصفة. والثاني أنه أراد قراءة الجماعة، فحذف إحدى الزايين كراهية التضعيف (ليجعل الله) اللام تتعلق بمحذوف: أي ندمهم أو أوقع في قلوبهم ذلك ليجعله حسرة، وجعل هنا بمعنى صير، وقيل اللام هنا لام العاقبة:
أي صار أمرهم إلى ذلك كقوله " فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا ".
قوله تعالى (أو متم) الجمهور على ضم الميم وهو الأصل، لأن الفعل منه يموت، ويقرأ بالكسر وهو لغة، يقال مات يمات مثل خاف يخاف، فكما تقول خفت تقول مت (لمغفرة) مبتدأ، و (من الله) صفته (ورحمة) معطوف عليه، والتقدير: ورحمة لهم، و (خير) الخبر، وما بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة والعائد محذوف، ويجوز أن تكون مصدرية ويكون المفعول محذوفا: أي من جمعهم المال.
قوله تعالى (لإلى الله) اللام جواب قسم محذوف، ولدخولها على حرف الجر جاز أن يأتي (يحشرون) غير مؤكد بالنون، والأصل لتحشرون إلى الله.
قوله تعالى (فبما رحمة) ما زائدة، وقال الأخفش وغيره: يجوز أن تكون نكرة بمعنى شئ، ورحمة بدل منه، والباء تتعلق بلنت (وشاورهم في الأمر) الأمر هنا جنس، وهو عام يراد به الخاص، لأنه لم يؤمر بمشاورتهم في الفرائض،
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست