إملاء ما من به الرحمن - أبو البقاء العكبري - ج ١ - الصفحة ١٤٩
قوله تعالى (إلا بشرى) مفعول ثان لجعل، ويجوز أن يكون مفعولا له، ويكون جعل المتعدية إلى واحد، والهاء في جعله تعود على إمداد أو على التسويم أو على النصر أو على التنزيل (ولتطمئن) معطوف على بشرى إذا جعلتها مفعولا له تقديره: ليبشركم ولتطمئن، ويجوز أن يتعلق بفعل محذوف تقديره: ولتطمئن قلوبكم بشركم.
قوله تعالى (ليقطع طرفا) اللام متعلقة بمحذوف تقديره: ليقطع طرفا أمدكم بالملائكة أو نصركم (أو يكبتهم) قيل أو بمعنى الواو، وقيل هي للتفصيل أي كان القطع لبعضهم والكبت لبعضهم، والتاء في يكبتهم أصل، وقيل هي بدل من الدال، وهو من كبدته أصبت كبده (فتنقلبوا) معطوف على يقطع أو يكبتهم.
قوله تعالى (ليس لك) اسم ليس (شئ) ولك الخبر ومن الأمر حال من شئ لأنها صفة مقدمة (أو يتوب، أو يعذبهم) معطوفان على يقطع، وقيل أو بمعنى إلا أن.
قوله تعالى (أضعافا) مصدر في موضع الحال من الربا تقديره مضاعفا.
قوله تعالى (وسارعوا) يقرأ بالواو وحذفها، فمن أثبتها عطفه على ما قبله من الأوامر، ومن لم يثبتها استأنف، ويجوز إمالة الألف هنا لكسرة الراء (عرضها السماوات) الجملة في موضع جر، وفى الكلام حذف تقديره عرضها مثل عرض السماوات (أعدت) يجوز أن يكون في موضع جر صفة للجنة، وأن يكون حالا منها لأنها قد وصفت، وأن يكون مستأنفا ولا يجوز أن يكون حالا من المضاف إليه لثلاثة أشياء: أحدها أنه لا عامل، وما جاء من ذلك متأول على ضعفه. والثاني أن العرض هنا لايراد به المصدر الحقيقي، بل يراد به المسافة. والثالث أن ذلك يلزم منه الفصل بين الحال وبين صاحب الحال بالخبر.
قوله تعالى (الذين ينفقون) يجوز أن يكون صفة للمتقين، وأن يكون نصبا على إضمار أعنى، وأن يكون رفعا على إضمارهم، وأما (الكاظمين) فعلى الجر والنصب.
قوله تعالى (والذين إذا فعلوا) يجوز أن يكون معطوفا على الذين ينفقون في أوجهه الثلاثة، ويجوز أن يكون مبتدأ، ويكون أولئك مبتدأ ثانيا، وجزاؤهم ثالثا، ومغفرة خبر الثالث، والجميع خبر الذين، و (ذكروا) جواب إذا (ومن) مبتدأ، و (يغفر) خبره (إلا الله) فاعل يغفر، أو بدل من المضمر فيه وهو
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست