تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٦٢٠
وللمكرهات لا للمكره * (رحيم) * بهن، وعن الصادق (عليه السلام): " لهن غفور رحيم ".
و * (مبينات) * أي: واضحات ظاهرات في معاني الأحكام والحدود، و " مبينات " بالفتح: موضحات مفصلات * (ومثلا) * من أمثال * (من قبلكم) * وشبها من حالهم بحالكم.
* (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثل للناس والله بكل شئ عليم (35) في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال (36) رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصر (37) ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب (38)) * قال: * (نور السماوات) *، ثم قال: * (مثل نوره) * و * (يهدي الله لنوره) *، كما يقال: فلان كرم وجود، ثم يقول: ينعش الناس بكرمه ويشملهم جوده. ومعناه: ذو نور السماوات وصاحب نور السماوات، وإضافة النور إلى السماوات والأرض لأحد معنيين: إما لأن المراد أهل السماوات والأرض وأنهم يستضيئون بنوره، وإما للدلالة على عموم إضاءته وشيوع إشراقه.
ورووا عن علي (عليه السلام): * (الله نور السماوات والأرض) * والمعنى: نشر فيها الحق فأضاءت بنوره، أو نور قلوب أهلها به (1).

(1) رواه الزمخشري في الكشاف: ج 3 ص 242.
(٦٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 615 616 617 618 619 620 621 622 623 624 625 ... » »»