تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٦٢٣
وهذا يقتضي أن تكون الشجرة المباركة هي هذه الشجرة التي أشرقت الأرض بنورها من عهد آدم إلى منقرض العالم.
وقيل: إن نور الله هو الحق (1)، كما في قوله: * (يخرجهم من الظلمات إلى النور) * (2) أي: من الباطل إلى الحق، وعن أبي بن كعب: أنه قرأ " مثل نور من آمن به " (3) يهدي الله بهذا النور الثاقب من يشاء من عباده، بأن يفعل به لطفا إذا علم أنه يصلح له، ويوفقه لاتباع دلائله.
* (في بيوت) * يتعلق بما قبله، أي: كمشكاة في بعض بيوت الله، وهي المساجد، أو بما بعده وهو * (يسبح له... رجال) * في بيوت. وقوله: * (فيها) * هو تكرير كما يقال: زيد في الدار جالس فيها، والمراد بالإذن: الأمر * (أن ترفع) * أي:
تبنى، كقوله: بناها: رفع سمكها * (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت) * (4)، أو:
تعظم وترفع من قدرها، وقيل: هي بيوت الأنبياء (5)، وروي ذلك مرفوعا، وهو:
أنه (عليه السلام) لما قرأ هذه الآية سئل: أي بيوت هذه؟ قال: بيوت الأنبياء، فقام أبو بكر فقال: يا رسول الله، هذا البيت منها، وأشار إلى بيت علي (عليه السلام) وفاطمة (عليهما السلام)؟ فقال:
نعم، من أفاضلها (6). * (ويذكر فيها اسمه) * أي: يتلى فيها كتابه، ويذكر أسماؤه الحسنى، وقرئ: " يسبح له " على البناء للمفعول (7)، وإسناده إلى أحد الظروف الثلاثة وهي: * (له فيها بالغدو والآصال) *.

(١) حكاه الزمخشري في الكشاف: ج ٣ ص ٢٤٢ ونسبه إلى علي (عليه السلام).
(٢) البقرة: ٢٥٧.
(٣) حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج ٣ ص ٢٤٢.
(٤) البقرة: ١٢٧.
(٥) قاله مجاهد. راجع تفسير القرطبي: ج ١٢ ص ٢٦٥.
(6) رواه الآلوسي في تفسيره: ج 18 ص 174 عن أنس وبريدة.
(7) قرأه ابن عامر وأبو بكر. راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 568.
(٦٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 618 619 620 621 622 623 624 625 626 627 628 ... » »»