تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٤١
قوم بينكم وبينهم ميثاق) * وعهد، فلا يجوز لكم نصركم عليهم.
* (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض) * معناه نهي المسلمين عن موالاة الكفار ومعاونتهم وإن كانوا أقارب، وأن يتركوا يتولى بعضهم بعضا * (إلا تفعلوه) * أي: إن لا تفعلوا ما أمرتكم به من تواصل المسلمين وتولي بعضهم بعضا حتى في التوارث، تفضيلا لنسبة الإسلام على نسبة القرابة، ولم تقطعوا العلائق بينكم وبين الكفار تحصل * (فتنة في الأرض) * ومفسدة كبيرة، لأن المسلمين ما لم يكونوا يدا واحدة على أهل الشرك كان الشرك ظاهرا، وتجرأ أهله على أهل الإسلام ودعوهم إلى الكفر.
ثم عاد سبحانه إلى ذكر المهاجرين والأنصار وأثنى عليهم بقوله: * (أولئك هم المؤمنون حقا) * لأنهم حققوا إيمانهم بالهجرة والنصرة والانسلاخ من الأهل والمال لأجل الدين.
* (والذين آمنوا من بعد) * يريد: اللاحقين بعد السابقين إلى الهجرة، كقوله:
* (والذين جاءوا من بعدهم) * الآية (1) * (فأولئك منكم) * من جملتكم، وحكمهم حكمكم في وجوب موالاتهم ونصرتهم وإن تأخر إيمانهم وهجرتهم * (وأولوا الأرحام) * وأولو القرابات أولى بالتوارث، بعضهم أحق بميراث بعض من غيرهم، وهو نسخ للتوارث بالهجرة والنصرة (2) * (في كتب الله) * أي: في حكمه، وقيل:
في اللوح المحفوظ (3)، وقيل: في القرآن (4)، وفيه دلالة على أن من كان أقرب إلى الميت في النسب كان أولى بالميراث.

(١) الحشر: ١٠.
(2) انظر كتاب الناسخ والمنسوخ لابن حزم: ص 39.
(3) قاله ابن عباس. راجع تفسيره: ص 153.
(4) حكاه السمرقندي في تفسيره: ج 2 ص 29.
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 43 44 45 46 47 ... » »»