تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٤٤
* * * * (براءة من الله ورسوله إلى الذين عهدتم من المشركين (1) فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين (2) وإذا ن من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله برئ من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم (3) إلا الذين عهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين (4)) * * (براءة) * خبر مبتدأ محذوف، و * (من) * لابتداء الغاية، والمعنى: هذه براءة واصلة * (من الله ورسوله إلى الذين عهدتم) *، ويجوز أن تكون * (براءة) * مبتدأ وإن كانت نكرة لتخصصها بصفتها، والخبر * (إلى الذين عهدتم) * كما تقول: رجل من قريش في الدار، والمراد: أن الله ورسوله قد برئا * (من) * العهد الذي عاهدتم به * (المشركين) * وأن عهدهم منبوذ إليهم.
* (فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) * هذا خطاب للمشركين، أمروا أن يسيحوا في الأرض أربعة أشهر - وهي الأشهر الحرم - آمنين أين شاءوا لا يتعرض لهم، وذلك لصيانة الأشهر الحرم من القتل والقتال فيها، وقيل: إن " براءة " نزلت في شوال سنة تسع من الهجرة والأشهر الأربعة: شوال، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم (1)، وقيل: هي عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر

(١) قاله ابن عباس والزهري كما حكاه الشيخ الطوسي في التبيان: ج ٥ ص ١٦٩.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»