تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٤٧
وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم (5) وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلم الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون (6)) * أي: * (إذا انسلخ الأشهر) * التي أبيح فيها للناكثين أن يسيحوا في الأرض * (فاقتلوا المشركين) * فضعوا السيف فيهم حيث كانوا وأين وجدوا، في حل أو حرم * (وخذوهم) * أي: أيسروهم، والأخيذ: الأسير * (واحصروهم) * أي: قيدوهم وامنعوهم من التصرف في البلاد، وقيل: حولوا بينهم وبين المسجد الحرام (1) * (واقعدوا لهم كل مرصد) * أي: كل ممر وطريق ترصدونهم به، وانتصب (2) على الظرف كقوله: * (لأقعدن لهم صراطك المستقيم) * (3)، * (فخلوا سبيلهم) * أي:
دعوهم يتصرفون في البلاد، أو: فكوا (4) عنهم ولا تتعرضوا لهم، أو: دعوهم يحجوا ويدخلوا المسجد الحرام * (إن الله غفور رحيم) * يغفر لهم ما قد سلف من كفرهم وغدرهم.
* (أحد) * مرفوع بفعل الشرط وهو مضمر يفسره الظاهر، تقديره: وإن استجارك أحد استجارك، والمعنى: وإن جاءك أحد من المشركين بعد انقضاء الأشهر لا عهد بينك وبينه فاستأمنك ليسمع ما تدعو إليه من القرآن والدين فأمنه * (حتى يسمع كلم الله) * ويتدبره، فإن معظم الأدلة فيه * (ثم أبلغه مأمنه) * بعد ذلك، يعني داره التي يأمن فيها إن لم يسلم، ثم قاتله إن شئت من غير غدر ولا خيانة، وهذا الحكم

(١) قاله ابن عباس على ما حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج ٢ ص ٢٤٧.
(٢) في بعض النسخ: والنصب.
(٣) الأعراف: ١٦.
(4) في نسخة: فكفوا.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»