تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٣٩
بمعنى مفعول، وذلك يجمع على فعلى نحو جرحى وقتلى، وقالوا: أسارى، تشبيها بكسالى، كما شبهوا كسلى بأسرى * (قل لمن في أيديكم) * أي: لمن في ملكتكم، فكأن أيديكم قابضة عليهم * (إن يعلم الله في قلوبكم خيرا) * خلوص عقيدة وصحة نية في الإيمان * (يؤتكم خيرا مما أخذ منكم) * من الفداء: إما أن يخلفكم أضعافه في الدنيا أو يثيبكم في الآخرة.
وروي: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال للعباس: افد ابني أخويك: عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحرث، فقال: أتتركني أتكفف قريشا ما بقيت؟ قال: فأين الذهب الذي دفعته إلى أم الفضل، وقلت: إن حدث بي حدث فهو لك وللفضل و عبد الله وقثم؟
فقال العباس: وما يدريك؟ قال: أخبرني به ربي، قال: أشهد أنك صادق، وأن لا إله إلا الله، وأنك عبده ورسوله، والله لم يطلع عليه أحد إلا الله، ولقد دفعت إليها في سواد الليل، ولقد كنت مرتابا في أمرك، فأما إذا أخبرتني بذلك فلا ريب، قال العباس: فأبدلني الله خيرا من ذلك: لي الآن عشرون عبدا إن أدناهم ليضرب في عشرين ألفا، وأعطاني زمزم، وما أحب أن لي بها جميع أموال أهل مكة، وأنا أنتظر المغفرة من ربي (1).
* (وإن يريدوا خيانتك) * نكث ما بايعوك عليه، ومنع ما ضمنوا من الفداء * (فقد خانوا الله من قبل) * بأن خرجوا إلى بدر وقاتلوا مع المشركين * (فأمكن) * الله * (منهم) * وسيمكن منهم إن أعادوا الخيانة.
* (إن الذين آمنوا وهاجروا وجهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا

(1) رواه ابن كثير في تفسيره: ج 2 ص 313 وعزاه إلى البخاري في صحيحه وابن إسحاق في مغازيه، والبغوي في تفسيره أيضا: ج 2 ص 263، والزمخشري في كشافه: ج 2 ص 238.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 43 44 45 ... » »»