الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ٢٩٣
ولا أنتم عابدون ما أعبد. ولا أنا عابد ما عبدتم. ولا أنتم عابدون ما أعبد. لكم دينكم ولي دين.
سورة النصر مدنية. وهي ثلاث آيات بسم الله الرحمن الرحيم إذا جاء نصر الله والفتح.
____________________
من عبادة إلهي (ولا أنا عابد ما عبدتم) أي وما كنت قط عابدا فيما سلف ما عبدتم فيه: يعني لم تعهد مني عبادة صنم في الجاهلية فكيف ترجى مني في الإسلام (ولا أنتم عابدون ما أعبد) أي وما عبدتم في وقت ما أنا على عبادته.
فإن قلت: فهلا قيل ما عبدت كما قيل ما عبدتم؟ قلت: لأنهم كانوا يعبدون الأصنام قبل المبعث وهو لم يكن يعبد الله تعالى في ذلك الوقت. فإن قلت: فلم جاء على ما دون من؟ قلت: لأن المراد الصفة كأنه قال: لا أعبد الباطل ولا تعبدون الحق. وقيل إن ما مصدرية: أي لا أعبد عبادتكم ولا تعبدون عبادتي (لكم دينكم ولي دين) لكم شرككم ولي توحيدي، والمعنى: أني نبي مبعوث إليكم لأدعوكم إلى الحق والنجاة، فإذا لم تقبلوا مني ولم تتبعوني فدعوني كفافا ولا تدعوني إلى الشرك. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ من سورة الكافرين فكأنما قرأ ربع القرآن وتباعدت منه مردة الشياطين وبرئ من الشرك ويعافى من الفزع الأكبر ".
سورة النصر مدنية. وهي ثلاث آيات (بسم الله الرحمن الرحيم) (إذا) منصوب بسبح وهو لما يستقبل، والإعلام بذلك قبل كونه من أعلام النبوة. روي أنها نزلت في أيام التشريق بمنى في حجة الوداع. فإن قلت: ما الفرق بين النصر والفتح حتى عطف عليه؟ قلت: النصر الإغاثة
(٢٩٣)
مفاتيح البحث: سورة النصر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»