الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ٢٩٠
ويمنعون الماعون.
سورة الكوثر مكية. وهي ثلاث آيات بسم الله الرحمن الرحيم
____________________
وتشهيرها لقوله عليه الصلاة والسلام " ولا غمة في فرائض الله " لأنها أعلام الإسلام وشعائر الدين، ولأن تاركها يستحق الذم والمقت فوجب إماطة التهمة بالإظهار، وإن كان تطوعا فحقه أن يخفى لأنه مما لا يلام بتركه ولا تهمة فيه، فإن أظهره قاصدا للاقتداء به كان جميلا، وإنما الرياء أن يقصد بالإظهار أن تراه الأعين فيثنى عليه بالصلاح وعن بعضهم أنه رأى رجلا في المسجد قد سجد سجدة الشكر وأطالها فقال: ما أحسن هذا لو كان في بيتك. وإنما قال هذا لأنه توسم فيه الرياء والسمعة، على أن اجتناب الرياء صعب إلا على المرتاضين بالإخلاص ومن ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الرياء أخفى من دبيب النملة السوداء في الليلة المظلمة على المسح الأسود " (الماعون) الزكاة، قال الراعي:
قوم على الإسلام لما يمنعوا * ماعونهم ويضيعوا التهليلا وعن ابن مسعود: ما يتعاون في العادة من الفأس والقدر والدلو والمقدحة ونحوها. وعن عائشة: الماء والنار والملح، وقد يكون منع هذه الأشياء محظورا في الشريعة إذا استعيرت عن اضطرار وقبيحا في المروءة في غير حال الضرورة. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة أرأيت غفر الله له إن كان للزكاة مؤديا ".
سورة الكوثر مكية. وهي ثلاث آيات (بسم الله الرحمن الرحيم) في قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا أنطيناك بالنون، وفي حديثه صلى الله عليه وسلم " وأنطوا الثبجة ".
والكوثر فوعل من الكثرة وهو المفرط الكثرة، قيل لأعرابية رجع ابنها من السفر بم آب ابنك؟ قال آب بكوثر وقال: وأنت كثير يا ابن مروان طيب * وكان أبوك ابن العقائل كوثرا وقيل الكوثر نهر في الجنة. وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأها حين أنزلت عليه فقال " أتدرون ما الكوثر؟
(٢٩٠)
مفاتيح البحث: سورة الكوثر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»