الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ٢٨٧
سورة قريش مكية. وهي أربع آيات بسم الله الرحمن الرحيم لإيلاف قريش. إيلافهم رحلة الشتاء والصيف. فليعبدوا رب هذا البيت. الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف.
____________________
سورة قريش مكية. وهي أربع آيات (بسم الله الرحمن الرحيم) (لإيلاف قريش) متعلق بقوله (فليعبدوا) أمرهم أن يعبدوه لأجل إيلافهم الرحلتين. فإن قلت: فلم دخلت الفاء؟ قلت: لما في الكلام من معنى الشرط لأن المعنى إما لا فليعبدوه لإيلافهم على معنى أن نعم الله عليهم لا تحصى فإن لم يعبدوه لسائر نعمه فليعبدوه لهذه الواحدة التي هي نعمة ظاهرة، وقيل المعنى: عجبوا لإيلاف قريش، وقيل هو متعلق بما قبله: أي فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش وهذا بمنزلة التضمين في الشعر وهو أن يتعلق معنى البيت بالذي قبله لا يصح إلا به وهما في مصحف أبي سورة واحدة بلا فصل. وعن عمر أنه قرأهما في الثانية من صلاة المغرب، وقرأ في الأولى والتين، والمعنى: أنه أهلك الحبشة الذين قصدوهم ليتسامع الناس بذلك فيتهيبوهم زيادة تهيب ويحترموهم فضل احترام، حتى ينتظم لهم الأمن في رحلتيهم فلا يجترئ أحد عليهم وكانت لقريش رحلتان: يرحلون في الشتاء إلى اليمن، وفي الصيف إلى الشأم فيمتارون ويتجرون، وكانوا في رحلتيهم آمنين لأنهم أهل حرم الله وولاة بيته، فلا يتعرض لهم والناس غيرهم يتخطفون ويغار عليهم. والإيلاف من قولك آلفت المكان أولفه إيلافا: إذا ألفته فأنا مؤلف، قال * من المؤلفات الزهو غير الأوارك * وقرئ لئلاف قريش، وقيل يقال ألفته إلفا وإلافا، وقرأ أبو جعفر لإلف قريش، وقد جمعهما من قال:
زعمتم أن إخوتكم قريش * لهم إلف وليس لكم إلاف
(٢٨٧)
مفاتيح البحث: سورة قريش (1)، الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»