الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ٣٧٠
قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات
____________________
* فتور القيام قطيع الكلام * وقوله * تمشى رويدا تكاد تنغرف * (لقد ظلمك) جواب قسم محذوف، وفي ذلك استنكار لفعل خليطه وتهجين لطمعه، والسؤال مصدر مضاف إلى المفعول كقوله تعالى - من دعاء الخير - وقد ضمن معنى الإضافة فعدى تعديتها كأنه قيل بإضافة (نعجتك إلى نعاجه) على وجه السؤال والطلب. فإن قلت: كيف سارع إلى تصديق أحد الخصمين حتى طلم الآخر قبل استماع كلامه؟ قلت: ما قال ذلك إلا بعد اعتراف صاحبه ولكنه لم يحك في القرآن لأنه معلوم. ويروى أنه قال: أنا أريد أن آخذها منه وأكمل نعاجي مائة، فقال داود: إن رمت ذلك ضربنا منك هذا وهذا، وأشار إلى طرف الأنف والجبهة فقال: يا داود أنت أحق أن يضرب منك هذا وهذا وأنت فعلت كيت وكيت، ثم نظر داود فلم ير أحدا فعرف ما وقع فيه، (الخلطاء)
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»