الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ٢١٩
خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة
____________________
وقالوا ما تشاء فقلت ألهو * إلى الاصباح أثر ذي أثير (خوفا) من الصاعقة أو من الاخلاف (وطمعا) في الغيث. وقيل خوفا للمسافر وطمعا للحاضر وهما منصوبان على المفعول له. فإن قلت: من حق المفعول له أن يكون فعلا لفاعل الفعل المعلل والخوف والطمع ليسا كذلك.
قلت: فيه وجهان: أحدهما أن المفعولين فاعلون في المعنى لانهم راءون فكأنه قيل: يجعلكم رائين البرق خوفا وطمعا. والثاني أن يكون على تقدير حذف المضاف: أي إرادة خوف وإرادة طمع، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. ويجوز أن يكونا حالين: أي خائفين وطامعين. وقرئ ينزل بالتشديد (ومن آياته) قيام السماوات والأرض واستمساكها بغير عمد (بأمره) أي بقوله كونا قائمتين، والمراد فإقامته لهما إرادته لكونهما على صفة القيام دون الزوال، وقوله (إذا دعاكم) بمنزلة قوله يريكم في إيقاع الجملة موقع المفرد على المعنى كأنه قال:
ومن آياته قيام السماوات والأرض ثم خروج الموتى من القبور إذا دعاهم دعوة واحدة، يا أهل القبور اخرجوا، والمراد سرعة وجود ذلك من غير توقف ولا تلبث كما يجيب الداعي المطاع مدعوه كما قال القائل:
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»