التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ١٨٨
الباقون بفتح الياء والتخفيف. وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر " عند الرحمن " بالنون. الباقون " عباد " على الجمع وقرأ نافع " أأشهدوا " بضم الألف وفتح الهمزة من (أشهدت) الباقون " اشهدوا " من (شهدت) من قرأ (ينشأ) بالتشديد جعله في موضع مفعول لأنه تعالى قال " إنا أنشأناهن إنشاء " (1) فأنشأت ونشأت بمعنى إذا ربيت. وتقول: نشأ فلان ونشأه غيره وغلام ناشئ أي مدرك. وقيل في قوله " ثم أنشأناه خلقا آخر " (2) قال هو نبات شعر إبطه ومن خفف جعل الفعل لله، لان الله أنشأهم فنشؤوا، ويقال للجوار الملاح: النشأ قال نصيب:
ولولا أن يقال صبا نصيب * لقلت بنفسي النشأ الصغار (3) ومن قرء عباد فجمع (عبد) فهو كقوله " لن يستنكف المسيح أن يكون عبد الله ولا الملائكة المقربون " (4) فأراد الله أن يكذبهم في قولهم: إن الملائكة بنات الله، وبين انهم عباده. ومن قرأ " عند " بالنون، فكقوله " إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته " (5) وقال سعيد بن جبير: قلت لابن عباس في مصحفي " عباد " فقال: حكه. ووجه قراءة نافع " أأشهدوا " انه جعله من اشهد يشهد جعلهم مفعولين وقال تعالى (ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم) (6) من قرأ بفتح الهمزة جعله من شهد يشهد فهؤلاء الكفار إذا لم يشهدوا خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم من أين علموا ان الملائكة بنات الله وهم

(1) سورة 56 الواقعة آية 35 (2) سورة 23 المؤمنون آية 14 (3) مر في 4 / 304 و 8 / 194 (4) سورة 4 النساء آية 171 (5) سورة 7 الأعراف آية 205 (6) سورة 18 الكهف آية 52
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»
الفهرست