التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٨٧
قال جرير:
الواردون وتيم في ذوي سبأ * قد عض أعناقهم جلد الجواميس (1) وقال آخر في ترك صرفه:
من سبأ الحاضرين مأرب إذ * يبنون من دون سيله العرما (2) وقرأ الكسائي وأبو جعفر ورويس " ألا يا اسجدوا " بتخفيف (ألا).
الباقون " ألا يسجدوا " مشددة. وجه قراءة الكسائي أنه جعل (ألا) للتنبيه (يا) هؤلاء على حذف المنادي " اسجدوا " على الامر، قال الأخطل:
ألا يا اسلمي يا هند هند بني بدر * وإن كان حيانا عدى آخر الدهر (3) أي ألا يا هند. وقرأ ابن مسعود " هلا " وذلك يقوى قراءة من قرأ بالتخفيف. ومن قرأ بالتشديد فمعناه وزين لهم الشيطان ضلالتهم لئلا يسجدوا لله، وشاهد الأول قول الشاعر:
ألا اسلمي يا دارمي على البلى * ولا زال منهلا بجرعائك القطر (4) وقال العجاج:
يا دار سلمي يا اسلمي ثم اسلمي * عن سمسم أو عن يمين سمسم اخبر الله سبحانه عن سليمان أنه " تفقد الطير، فقال مالي لا أرى الهدهد " قيل كان سبب تفقده الهدهد أنه احتاج إليه في سيره ليدله على الماء، لأنه يقال:
انه يرى الماء في بطن الأرض. كما نراه في القارورة - وذكره ابن عباس - وقال وهب بن منية: كان تفقده إياه لاخلاله بنوبته. وقيل: كان سبب تفقده أن الطير كانت تظله من الشمس، فلما أخل الهدهد بمكانه بان بطلوع الشمس عليه

(١) مر تخريجه انظر ٦ / ٣٨٨ (٢) تفسير القرطبي ١٣ / ١٨١ (٣) تفسير الطبري ١٩ / ٨٤ (٤) تفسير القرطبي ١٣ / 187
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست