التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٩٠
والآخر قبيح إلا من كان عارفا بالله وبما يجوز عليه وما لا يجوز، وذلك ينافي حال الصبيان، ثم نسب تزيين عملهم إلى الشيطان، وهذا قول من عرفه وعرف ما يجوز عليه في عدله، وأن القبيح لا يجوز عليه، ثم حكى أنه قال إن الشيطان صدهم عن السبيل: الحق باغوائهم، وانهم مع هذا الصد لا يهتدون إلى الحق من توحيد الله وعدله.
وقال أبو عبد الله البصري في بعض المواضع: إن الهدهد كان رجلا من البشر اسمه هدهد، ولم يكن من الطير وهذا غلط لان الله تعالى قال " وتفقد " يعني سليمان تفقد " الطير فقال مالي لا أرى الهدهد " فكيف يحمل ذلك على أنه اسم رجل؟! إن هذا من بعيد الأقوال. وقال الفراء: من قرأ " ألا " بالتخفيف، فهو موضع سجدوا، ومن ثقل، فلا ينبغي أن يكون موضع سجدوا وقد يجوز السجود على مخالفة تزيين الشيطان. ومعنى " ويعلم ما يخفون وما يعلنون " أي ما يسرون في نفوسهم، وما يظهرونه. وقرأ الكسائي وحفص " ما تخفون وما تعلنون " بالتاء فيهما على الخطاب. الباقون بالياء على الخبر.
ثم اخبر فقال " الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم " إلى ههنا تمام حكاية ما قاله الهدهد. و (العرش) سرير الملك الذي عظمه الله ورفعه فوق السماوات السبع وجعل الملائكة تحف به وترفع أعمال العباد إليه، وتنشأ البركات من جهته فهو عظيم الشأن، كما وصفه تعالى.
قوله تعالى:
* (قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين (27) اذهب بكتابي هذا فالقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست