التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٤٧٩
المزح والعفار وغير ذلك من أنواع الشجر فيخرج منه النار وينقدح، فمن قدر على ذلك لا يقدر الإعادة؟! ثم نبههم على دليل آخر فقال * (أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم) * ومعناه من قدر على اختراع السماوات والأرض كيف لا يقدر على أمثاله؟! وقد ثبت أن من شأن القادر على الشئ أن يكون قادرا على جنس مثله وجنس ضده. ودخول الباء في خبر (ليس) لتأكيد النفي.
ثم قال تعالى مجيبا عن هذا النفي فقال * (بلى وهو الخلاق العليم) * أي هو خالق لذلك عالم بكيفية الإعادة.
ثم قال تعالى * (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) * والمعنى بذلك الاخبار عن سهولة الفعل عليه وانه إذا أراد فعل شئ فعله بمنزلة ما يقول للشئ كن فيكون في الحال، وهو مثل قول الشاعر:
وقالت له العينان سمعا وطاعة * وحدرتا كالدر لما يثقب (1) وإنما اخبر عن سرعة دمعه دون أن يكون قبولا على الحقيقة. * (فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ) * ومعناه تنزيها له عن نفي القدرة على الإعادة وغير ذلك مما لا يليق به الذي يقدر على الملك، وفيه مبالغة * (واليه ترجعون) * يوم القيامة الذي لا يملك فيه الأمر والنهي سواه، فيجازيكم على قدر اعمالكم من الطاعات والمعاصي بالثواب والعقاب.

(1) مر في 1 / 431 و 6 / 45 و 8 / 471
(٤٧٩)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، النهي (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 484 ... » »»
الفهرست