التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٤٧٦
النعم المختلفة المتقنة.
ثم اخبر عن حال الكفار فقال * (واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون) * يعبدونها لكي ينصروهم. ثم قال تعالى * (فلا يستطيعون نصرهم) * يعني هذه الآلهة التي اتخذوها وعبدوها لا تقدر على نصرهم والدفع عنهم ما ينزل بهم من عذاب الله * (وهم لهم جند محضرون) * ومعناه إن هذه الآلهة معهم في النار محضرون، لان كل حزب مع ما عبد من الأوثان في النار، كما قال * (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) * إلا من استثناه بقوله * (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون) * (1) فاما الأصنام فان الله تعالى يجعلها مع من عبدها في النار، فلا الجند يدفعون عنها الاحراق بالنار ولا هم يدفع عنهم العذاب. وقال قتادة: يعني وهم لهم جند محضرون أي وهم يغضبون للأوثان في الدنيا.
قوله تعالى:
* (فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون (76) أو لم ير الانسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين (77) وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم (78) قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم (79) الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا

(1) سورة 21 الأنبياء آية 98 - 101 - 102
(٤٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 ... » »»
الفهرست