التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٤٧١
بها، وأصل الصلو اللزوم فمنه المصلي الذي يجئ في أثر السابق للزومه أثره والصلوان مكتنفا ذنب الفرس للزومها وموضعها. وقولهم: صلى على عادتها للزومه الدعاء، وسميت الصلاة صلاة للزوم الدعاء فيها. وقوله * (بما كنتم تكفرون) * أي جزاء على كفركم بالله وجحدكم لوحدانيته وتكذيبكم أنبياءه.
ثم اخبر تعالى بأنه يختم على أفواه الكفار يوم القيامة فلا يقدرون على الكلام والنطق " وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون " قيل:
في معنى شهادة الأيدي قولان:
أحدهما - إن الله تعالى يخلقها خلقة يمكنها أن تتكلم وتنطق وتعترف بذنوبها والثاني - انه يجعل الله فيها كلاما ونسبه إليها لما ظهر من جهتها، وقال قوم: انه يظهر فيها من الامارات ما تدل على أن أصحابها عصوا وجنوا بها أقبح الجنايات فسمى ذلك شهادة، كما يقال: عيناك تشهد لسهرك، وقال الشاعر:
امتلأ الحوض وقال قطني * مهلا رويدا قد ملأت بطني (1) وغير ذلك مما قد بيناه في ما تقدم، وكل ذلك جائز، وقال آخر:
وقالت له العينان سمعا وطاعة * وحدرتا كالدر لما يثقب (2) قوله تعالى:
* (ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون (66) ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا

(1) مر في 1 / 431 (2) مر في 1 / 43 و 6 / 45
(٤٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 ... » »»
الفهرست