التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ١٠٣
أسماء الله تعالى، فالكاف من كبير، والهاء من هاد، والعين من عالم، والصاد من صادق، والياء من حكيم. وروى ذلك عن علي (ع) وابن عباس وغيرهما. وروي عن علي (ع) انه دعا فقال اللهم سألتك يا كهيعص.
وقوله " ذكر رحمة ربك عبده زكريا " رفع (ذكر) على أنه خبر للابتداء وتقديره هذا أو فيما يتلى عليكم " ذكر رحمة " أي نعمة ربك " عبده " منصوب ب‍ (رحمة). وقال الفراء الذكر مرفوع ب‍ (كهيعص) والمعنى ذكر ربك عبده برحمته، فهو تقديم وتأخير، ونصب " زكريا " لأنه بدل من (عبده).
" إذ نادى ربه نداء خفيا " أي حين دعا ربه دعاء خفيا أي سرا غير جهر، لا يريد به رياء، ذكره ابن جريج. واصل النداء مقصور من ندى الصوت بندى الحلق قوله تعالى:
(قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا (3) وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا (4) يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا (5) ثلاث آيات بلا خلاف.
قرأ أبو عمرو والكسائي " يرثني " جزما على أنه جواب الامر. الباقون بالرفع على أنه صفة ل‍ (وليا). فمن رفع قال " وليا " نكرة فجعل " يرثني " صلة له، كما تقول أعرني دابة اركبها، ولو كان الاسم معرفة، لكان الاختيار الجزم، كقوله " فذروها تأكل في أرض الله " (1) والنكرة كقوله " خذ من أموالهم صدقة

(1) سورة 7 (الأعراف) آية 72 وسورة 1 (هود) آية 64
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست