التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٣٧
وأم سماك فلا تجزعي * فللموت ما تلد الوالدة (1) وقال آخر:
لدوا للموت وابنوا للخراب * فكلكم يصير إلى ذهاب (2) وقوله " لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها " معناه انهم لما لم يفقهوا بقلوبهم ولم يسمعوا بآذانهم ولم يبصروا بعيونهم ما كانوا يؤمرون به ويدعون إليه سموا بكما عميا صما. ولما لم ينتفعوا بجوارحهم اشبهوا العمي البكم الصم، لان هؤلاء لا ينتفعون بجوارحهم فأشبهوهم في زوال الانتفاع بالجوارح وسموا بأسمائهم، ومثله قول مسكين الدارمي:
أعمي إذا ما جارتي خرجت * حتى يواري جارتي الخدر ويصم عما كان بينهما * سمعي وما بي غيره وقر (3) فجعل نفسه أصما وأعمى لما لم ينظر ولم يسمع وقال آخر:
وكلام سئ قد وقرت * أذني عنه وما بي من صمم وقال آخر:
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به * وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا (4) وهذا كثير. ويجوز أن يكون قوله تعالى " ذرأنا لجهنم " معناه ميزنا.
ويقال: ذرأت الطعام والشعير أي ميزت ذلك من التبن والمدر، فلما كان الله

(١) انظر ٣ / ٦٠ من هذا الكتاب.
(٢) انظر ٣ / ٦٠ من هذا الكتاب.
(٣) تفسير الطبري الطبعة الثانية ٩ / ١٣٢. وروايته " الستر " بدل " الخدر " " وما بالسمع من وقر " بدل " وما بي غيره وقر " وقد مر البيتان في ١ / ٩٠ وفي ٢ / ١١٣ من هذا الكتاب.
(٤) قائله قنعب بن أم صاحب اللسان والتاج (أذن) وفي مجاز القرآن 1 / 177 هكذا:
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا * وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست