التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٢٨٤
يعجبني وان يدك تريبني فقال زيد: إنها الشمال، فقال: والله ما أدري اليمين يقطعون أو الشمال، فقال زيد: صدق الله، وقرأ " الاعراب أشد كفرا " الآية.
وقوله " وأجدر " معناه أخلق وأولى وأقرب إلى " أن " لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله " من الشرائع والاحكام. وموضع (أن) نصب لان تقديره أجدر بأن، فحذف الباء فانتصب، وتقديره أجدر بترك العلم غير أن الباء لا تحذف مع المصدر الصريح، وإنما تحذف مع (أن) للزوم العلم بها وحملها على التأويل.
و (أجدر) مأخوذ من جدر الحائط. وقوله " والله عليم حكيم " معناه عالم بأحوالهم وبواطنهم حكيم فيما يحكم به عليهم من الكفر وغير ذلك من أفعاله.
قوله تعالى:
ومن الاعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدواثر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم (99) آية.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو " دائرة السوء " بضم السين. الباقون بفتح السين.
من فتح أراد المصدر، وإنما أضاف الدائرة إلى السوء تأكيدا كما يقال: عيني رأسه وشمس النهار، تقول: سؤته أسوءه سوءا ومساءة ومسائية، وقوله " ما كان أبوك امرأ سوء " (1) لا يجوز فيه غير فتح السين، وكذلك في قوله " وظننتم ظن السوء " (2) لان الضم بمعنى الاسم، وتقديره عليهم دائرة العذاب والبلاء.
أخبر الله تعالى ان من جملة هؤلاء المنافقين من الاعراب من يتخذ ما ينفقه في الجهاد وغيره من طرق الخير " مغرما " اي غرما من قولهم: غرمته غرما وغرامة.
والغرم لزوم نائبة في المال من غير جناية، ومنه قوله " من مغرم مثقلون " (3)

(1) سورة 19 مريم آية 28.
(2) سورة 48 الفتح آية 12 (3) سورة 52 الطور آية 40 وسورة 68 القلم آية 46.
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»
الفهرست