التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ١٦٣
وقيل إنه نسخ ذلك بقوله " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض " (1).
وقوله " والله بما تعملون بصير " يعني عالم بما يعملونه.
قوله تعالى:
والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير (73) آية.
اخبر الله تعالى عن الكافرين أن بعضهم أولياء بعض بمعنى النصرة، لأنه ينصر بعضهم بعضا. وقوله " الا تفعلوه " الهاء عائدة إلى معنى ما أمروا به في الآية الأولى والثانية، ومخرجه مخرج الخبر والمراد به الامر، وتقديره الا تفعلوا ما أمرتم به من التناصر والتعاون والبراءة من الكفار " تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " على المؤمنين الذين لم يهاجروا. فالفتنة هاهنا المحنة بالميل إلى الضلال لأنه إذا لم يتوال المؤمن المؤمن على ظاهر حاله من الايمان والفضل، ولم يدعه إلى التبري من الضلال أدى ذلك إلى الضلال. والفساد ضد الصلاح وهو الانقلاب إلى الضرر القبيح. والصلاح جريان الشئ على استقامة. والولي هو المختص بالعقد على النصرة في وقت الحاجة، وقد يعقد بالعزم، وقد يعقد بالحكم. وقيل في معنى قوله " والذين كفروا بعضهم أولياء بعض " قولان: أحدهما - في الميراث، في قول ابن عباس، وأبي مالك. والثاني - قال قتادة وابن اسحق في النصرة.
قوله تعالى والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق

(1) سورة 9 التوبة آية 72
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست