التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٥١٠
عن ركوب بعضه بعضا.
و (التقطيع من خلاف) هو قطع اليد اليمنى مع الرجل اليسرى، وهو قول الحسن، وقال غيره: وكذلك يكون قطع اليد اليسرى مع الرجل اليمنى.
وقوله " ثم لأصلبنكم أجمعين " القراء كلهم على ضم الهمزة، وتشديد اللام من (أصلبكم) وذكر الفراء " ولأصلبنكم " بفتح الهمزة وكسر اللام من الصلب، وهو الشد على الخشبة أو ما جرى مجراها من الأشخاص البارزة، وهو مشتق من صلابة الشد، يقال: صلب صلابة وصلبه تصليبا وتصلب تصلبا.
وقال ابن عباس: أول من صلب وقطع الأيدي والأرجل من خلاف فرعون.
قوله تعالى:
قالوا إنا إلى ربنا منقلبون (124) آية إجماعا.
وهذا إخبار عن جواب السحرة حين آمنوا، وتوعد فرعون إياهم بقطع الأيدي والأرجل والصلب بأنهم " قالوا إنا إلى ربنا منقلبون " أي راجعون وغرضهم بهذا التسلي في الصبر على الشدة، لما عليه من المثوبة، مع مقابلة وعيده بوعيد هو أشد عليه هو عقاب الله.
وأصل (إنا) إننا وحذفت احدى النونين لكثرة النونات، فإذا قيل إننا، فلانه الأصل وإذا قيل (إنا) فللاستخفاف مع كراهة التضعيف، والانقلاب إلى الله هو الانقلاب إلى جزائه والمصير إليه، إلا أنه فخم بالإضافة إلى الله لعظم شأنه، والانقلاب مصير الشئ على نقيض ما كان عليه مما يتغير به، وإذا صار إلى الآخرة بعد الدنيا فانقلب إليها، وإذا كان على خلق فتركه إلى ضده فقد انقلب إليه.
قوله تعالى:
وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ
(٥١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 505 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 ... » »»
الفهرست