التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٣٢١
وإنما اتى بلفظة (لعل) لان المعنى انكم تعاملون في التكليف والجزاء معاملة الشك للمظافرة في العدل.
قوله تعالى:
ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شئ وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون (154) آية بلا خلاف قيل في معنى قوله " ثم آتينا موسى الكتاب " مع أن كتاب موسى قبل القرآن و (ثم) تقتضي التراخي قولان:
أحدهما - ان فيه خذفا، وتقديره: ثم أتل " آتينا موسى الكتاب " وقال أبو مسلم عطفه على المنن التي امتن بها على إبراهيم من قوله " ووهبنا له إسحاق " إلى قوله " إلى صراط مستقيم " واستحسنه المغربي.
وقوله " تماما على الذي أحسن " قيل فيه خمسة أقوال:
أحدها - قال الربيع والفراء: تماما على احسانه اي احسان موسى كأنه قال ليكمل احسانه الذي يستحق به كمال ثوابه في الآخرة.
الثاني - قال مجاهد: تماما على المحسنين. وقيل في قراءة عبد الله " تماما " على الذين أحسنوا " كأنه قيل اتماما للعنة على المحسنين الذين هو أحدهم.
الثالث قال ابن زيد: تماما على احسان الله إلى أنبيائه.
الرابع - قال الحسن وقتادة: لتمام كرامته في الجنة على احسانه في الدنيا.
الخامس - قال أبو علي: تماما على احسان الله إلى موسى بالنبوة، وغيرها من الكرامة. وقال أبو مسلم تماما على الذي أحسن إبراهيم، فجعل ما اعطى موسى منة على إبراهيم وإجابة لدعوته بما تقدم من احسانه وطاعته، وذلك إذ يقول إبراهيم " واجعل لي لسان صدق في الآخرين " (1).
وقوله " تماما على الذي " يقتضي مضاعفة (عليه). ولو قال: تماما،

(1) سورة 26 الشعراء آية 84.
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»
الفهرست