بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٨٩
أظهره الله تعالى، كما قال في موضع آخر: " إني أنا الله رب العالمين * وأن ألق عصاك " إلى آخره.
وقيل: إنه لما رأى شجرة خضراء من أسفلها إلى أعلاها يتوقد فيها نار بيضاء، وسمع تسبيح الملائكة ورأي نورا عظيما لم تكن الخضرة تطفئ النار ولا النار تحرق الخضرة تحير وعلم أنه معجز خارق للعادة وأنه لامر عظيم، فألقيت عليه السكينة، ثم نودي: " أنا ربك فاخلع نعليك " قد مر تفسيره " إنك بالواد المقدس " أي المبارك أو المطهر " طوى " هو اسم الوادي، وقيل: سمي به لأنه قدس مرتين، فكأنه طوى بالبركة مرتين " وأنا اخترتك " أي اصطفيتك بالرسالة " فاستمع لما يوحى " إليك من كلامي وأصغ إليه " وأقم الصلاة لذكري " أي لان تذكرني فيها بالتسبيح والتعظيم، أو لان أذكرك بالمدح والثناء، وقيل: معناه: وصل لي ولا تصل لغيري، وقيل: أي أقم الصلاة متى ذكرت أن عليك صلاة، كنت في وقتها أو لم تكن، عن أكثر المفسرين، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام " إن الساعة آتية " يعني إن القيامة قائمة لا محالة " أكاد أخفيها " أي أريد أن أخفيها (1) عن عبادي لئلا تأتيهم إلا بغتة، وروي عن ابن عباس " أكاد أخفيها من نفسي " وهي كذلك في قراءة أبي، وروي ذلك عن الصادق عليه السلام، والتقدير: إذا كدت أخفيها من نفسي فكيف أظهرها لك؟ وهذا شائع بين العرب، وقال أبو عبيدة: معنى

(1) قال السيد الرضى قدس الله روحه: سمعت من شيخنا أبى الفتح النحوي أن الذي عليه حذاق أصحابنا أن (أكاد) ههنا على بابها من معنى المقاربة، إلا أن قوله تعالى: (أخفيها) يؤول إلى معنى الاظهار، لان المراد به أكاد أسلبها خفاءها، والخفاء: الغشاء والغطاء مأخوذ من خفاء القربة وهو الغشاء الذي يكون عليها، فإذا سلب عن الساعة غطاؤها المانع من تجليها ظهرت للناس فرأوها، فكأنه تعالى قال: أكاد أظهرها، قال لي: وأنشدني أبو علي بيتا هو من انطق الشواهد على الغرض الذي رمينا إليه، وهو قول الشاعر:
لقد علم الايقاظ أخفية الكرى * نزججها من حالك واكتحالها ومعناه: لقد علم الايقاظ عيونا، فجعل العين للنوم في أنها مشتملة عليه كالخفاء للقربة في أنه مشتمل عليها، ويمكن أن يكون أيضا (أكاد) بمعنى أريد، ويكون المعنى إن الساعة آتية أريد أستر وقت مجيتها لما في ذلك من المصلحة.
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435