بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٨٥
معاني الآيات التي آتاها نبيه، وقيل: بما سبق من حكمه في اللوح المحفوظ بأن ذلك سيكون " إلا ذرية من قومه " أي أولاد من قوم فرعون، أو من قوم موسى وهم بنو إسرائيل الذين كانوا بمصر، واختلف من قال بالأول فقيل: إنهم قوم كانت أمهاتهم من بني إسرائيل وآباؤهم من القبط فاتبعوا أمهاتهم وأخوالهم، عن ابن عباس، وقيل: إنهم ناس يسير من قوم فرعون منهم امرأة فرعون ومؤمن آل فرعون وجاريته (1) وامرأة هي ماشطة امرأة فرعون، وقيل: إنهم بعض أولاد القبط لم يستجب آباؤهم موسى عليه السلام. واختلف من قال بالثاني فقيل: هم جماعة من بني إسرائيل أخذهم فرعون بتعلم السحر وجعلهم من أصحابه فآمنوا بموسى، وقيل: أراد مؤمني بني إسرائيل وكانوا ستمائة ألف، وكان يعقوب دخل مصر منهم باثنين وسبعين إنسانا فتوالدوا حتى بلغوا ستمائة ألف، وإنما سماهم ذرية على وجه التصغير لضعفهم، عن ابن عباس في رواية أخرى. وقال مجاهد: أراد بهم أولاد الذين ارسل إليهم موسى عليه السلام من بني إسرائيل لطول الزمان هلك الآباء وبقي الأبناء " على خوف من فرعون " يعني آمنوا وهم خائفون من معرة (2) فرعون " وملائهم " أي رؤسائهم " أن يفتنهم " أي يصرفهم عن الدين بأن يمتحنهم بمحنة لا يمكنهم الصبر عليها فينصرفون عن الدين " لعال في الأرض " أي مستكبر طاغ " وإنه لمن المسرفين " أي المجاوزين الحد في العصيان " لا تجعلنا فتنة " أي لا تمكن الظالمين من ظلمنا بما يحملنا على إظهار الانصراف عن ديننا، أولا تظهرهم علينا فيفتتن بنا الكفار ويقولوا: لو كانوا على الحق لما ظهرنا عليهم.
وروى زرارة ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام أن معناه: لا تسلطهم علينا فتفتنهم بنا. " أن تبوءا لقومكما " أي اتخذا لمن آمن بكما بمصر " بيوتا " يسكنونها ويأوون إليها " واجعلوا بيوتكم " سيأتي تفسيره " زينة " من الحلي والثياب، وقيل: الزينة:
الجمال وصحة البدن وطول القامة وحسن الصورة، وأموالا يتعظمون بها في الحياة الدنيا " ربنا ليضلوا " اللام للعاقبة، وقيل: معناه: لئلا يضلوا فحذفت لا " ربنا اطمس " المراد

(1) في نسخة: وجارية.
(2) المعرة: الإساءة والاثم والأذى.
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435