بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٩٦
عجزتم عن معارضته ولكنكم تركتم معارضته احتشاما واحتراما، وإنما قال ذلك لايهام العوام.
" في جذوع النخل " أي عليها " أينا أشد عذابا " أنا على إيمانكم أم رب موسى على ترككم الايمان به " لن نؤثرك " أي لن نختارك على ما جاءنا من البينات، أي المعجزات والأدلة " والذي فطرنا " أي وعلى الذي فطرنا، أو الواو للقسم " فاقض ما أنت قاض " أي فاصنع ما أنت صانعه، أو فاحكم ما أنت حاكم فإنا لا نرجع عن الايمان " إنما تقضي هذه الحياة الدنيا " أي إنما تصنع بسلطانك وتحكم في هذه الحياة الدنيا دون الآخرة فلا سلطان لك فيها، وقيل: معناه: إنما تفنى وتذهب الحياة الدنيا " خطايانا " من الشرك والمعاصي " وما أكرهتنا عليه من السحر " إنما قالوا ذلك لان الملوك كانوا يجبرونهم على تعليم السحر كيلا يخرج من أيديهم، وقيل: إن السحرة قالوا لفرعون: أرنا موسى إذا نام، فأراهم إياه، فإذا هو نائم وعصاه تحرسه، فقالوا: ليس هذا بسحر إن الساحر إذا نام بطل سحره، فأبى عليهم إلا أن يعملوا، فذلك إكراههم " والله خير " لنا منك وثوابه أبقى لنا من ثوابك، أو خير ثوابا للمؤمنين، وأبقى عقابا للعاصين منك، وههنا انتهى الاخبار عن السحرة. ثم قال تعالى: " إنه من يأت ربه مجرما " وقيل: إنه من قول السحرة. (1) " فاضرب لهم " قال البيضاوي: فاجعل لهم، من قولهم: ضرب له في ماله سهما، أو فاتخذ، من ضرب اللبن: إذا عمله " يبسا " أي يابسا مصدر وصف به " لا تخاف دركا " أي أمنا من أن يدرككم العدو " فأتبعهم فرعون بجنوده " أي فأتبعهم نفسه ومعه جنوده، فحذف المفعول الثاني، وقيل: " فأتبعهم " بمعنى فاتبعهم، ويؤيده القراءة، والباء للتعدية، وقيل: الباء مزيدة " فغشيهم " الضمير لجنوده أوله ولهم وفيه مبالغة ووجازة أي غشيهم ما سمعت قصته، ولا يعرف كنهه إلا الله " وأضل فرعون قومه وما هدى " أي أضلهم في الدين وما هداهم وهو تهكم به في قوله: " وما أهديكم إلا سبيل الرشاد " أو أضلهم في البحر وما نجا. (2)

(1) مجمع البيان 7: 10 - 21. م (2) أنوار التنزيل 2: 25. م
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435