بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٩٢
عليك بما أوليتنا من نعمك " إنك كنت بنا بصيرا " أي بأحوالنا وأمورنا عالما " قد أوتيت سؤلك " قال الصادق عليه السلام: حدثني أبي، عن جدي، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فإن موسى بن عمران خرج يقتبس لأهله نارا فكلمه الله تعالى فرجع نبيا، وخرجت ملكة سبأ كافرة فأسلمت مع سليمان، وخرج سحرة فرعون يطلبون العزة لفرعون فرجعوا مؤمنين. (1) " إذ أوحينا إلى أمك " قال البيضاوي: بالالهام، أوفي المنام، أو على لسان نبي في وقتها، أو ملك لا على وجه النبوة، كما أوحى إلى مريم عليه السلام " ما يوحى " مالا يعلم إلا بالوحي، أو مما ينبغي أن يوحى ولا يخل به لفرط الاهتمام به " أن اقذفيه " بأن اقذفيه، أو أي اقذفيه، لان الوحي بمعنى القول، والقذف يقال للالقاء وللوضع " فليلقه اليم بالساحل " لما كان إلقاء البحر إياه إلى الساحل أمرا واجب الحصول لتعلق.
الإرادات (2) به جعل البحر كأنه ذو تميز مطيع أمره بذلك، وأخرج الجواب مخرج الامر، والأولى أن يجعل الضمائر كلها لموسى. (3) " ولتصنع على عيني " قال الطبرسي: أي لتربى ولتقضي (4) بمرأى مني أن يجري أمرك على ما أريد بك من الرفاهية في غذائك، وقيل: لتربى ويطلب لك الرضاع على علم مني ومعرفة لتصل إلى أمك، وقيل: لتربى بحياطتي وحفظي، كما يقال في الدعاء بالحفظ: عين الله عليك " إذ تمشي " ظرف لألقيت أو لتصنع، وذلك أن أم موسى اتخذت تابوتا وجعلت فيه قطنا ووضعته فيه وألقته في النيل، فكان يشرع من النيل نهر كبير في باغ فرعون، فبينا هو جالس على رأس البركة مع امرأته آسية إذا التابوت يجئ على رأس الماء، فأمر بإخراجه فلما فتح رأسه إذا صبي من أحسن الناس وجها، فأحبه فرعون بحيث لم يتمالك، وجعل موسى يبكي ويطلب اللبن، فأمر فرعون حتى أتته النساء اللواتي كن حول داره، فلم يأخذ موسى من لبن واحدة منهن، وكانت أخت موسى واقفة

(1) مجمع البيان 7: 8 - 9. م (2) في المصدر: لتعلق الإرادة. م (3) أنوار التنزيل 2: 22. م (4) في المصدر: لتغذى. م
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435