بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١٠٠
" آتيكم " على لفظ خطاب الجمع لأنه أقامها مقام الجماعة في الانس بها في الأمكنة الموحشة " لعلكم تصطلون " أي لكي تستدفئوا بها، وذلك لأنهم كانوا قد أصابهم البرد وكانوا شاتين " فلما جاءهم " أي جاء موسى إلى النار يعني التي ظنها نارا وهي نور " أن بورك من في النار ومن حولها " قال وهب: لما رأى موسى النار وقف قريبا منها فرآها تخرج من فرع شجرة خضراء شديدة الخضرة، لا تزداد النار إلا اشتغالا، ولا تزداد الشجرة إلا خضرة وحسنا، فلم تكن النار بحرارتها تحرق الشجرة، ولا الشجرة برطوبتها تطفئ النار، فعجب منها وأهوى إليها بضغث في يده ليقتبس منها، فمالت إليه فخافها، فتأخر عنها، لم تزل تطمعه ويطمع فيها إلى أن نودي، والمراد به نداء الوحي " أن بورك من في النار ومن حولها " أي بورك فيمن في النار وهم الملائكة، وفيمن حولها يعني موسى عليه السلام، وذلك أن النور الذي رأى موسى كان فيه ملائكة لهم زجل (1) بالتقديس والتسبيح، ومن حولها هو موسى، لأنه كان بالقرب منها ولم يكن فيها، فكأنه قال: بارك الله على من في النار وعليك يا موسى، ومخرجه الدعاء والمراد الخبر، وقيل: من في النار سلطانه وقدرته وبرهانه فالبركة ترجع إلى اسم الله تعالى، وتأويله: تبارك من نور هذا النور ومن حولها، يعني موسى والملائكة، وقيل: أي بورك من في طلب النار وهو موسى عليه السلام ومن حولها الملائكة " وسبحان الله رب العالمين " أي تنزيها له عما لا يليق بصفاته من أن يكون جسما يحتاج إلى جهة، أو عرضا يحتاج إلى محل، أو يكون ممن يتكلم بآلة " إن الله " أي إن الذي يكلمك هو الله " العزيز " أي القادر الذي لا يغالب " الحكيم " في أفعاله، المحكم لتدابيره.
" كأنها جان " الجان الحية التي ليست بعظيمة، وإنما شبهها بالجان في خفة حركتها واهتزازها مع أنها ثعبان عظيم، وقيل: الحالتان مختلفتان فصارت جانا في أول ما بعثه، وثعبانا حين لقي بها فرعون " إلا من ظلم " الاستثناء منقطع " في تسع آيات " أي مع تسع آيات اخر أنت مرسل بها " إلى فرعون وقومه " وقيل: أي من تسع

(1) الزجل: نوع من الشعر. سحاب ذو زجل: ذو رعد. وزجل: طرب وتغنى. والمراد هنا أن لهم صوتا وتغنيا بالتسبيح
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435