بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٥٨
رواية المفضل مستخرجا من " ل ومع " مع ما أضاف إليه الصدوق من تحقيقه في ذلك. (1) " فأتمهن " أي وفى بهن وعمل بهن على التمام، وقال البلخي: الضمير في " أتمهن " عائد إلى الله تعالى، والكلمات هي الإمامة " إني جاعلك للناس إماما " المستفاد من لفظ الامام أمران:
أحدهما: أنه المقتدى به في أفعاله وأقواله.
والثاني: أنه الذي يقوم بتدبير الأمة وسياستها، والقيام بأمورها، وتأديب جناتها، (2) وتولية ولاتها، وإقامة الحدود على مستحقيها، ومحاربة من يكيدها ويعاديها، فعلى الأول كل نبي إمام، وعلى الثاني لا يجب في كل نبي أن يكون إماما، إذ يجوز أن لا يكون مأمورا بتأديب الجناة، ومحاربة العداة، والدفاع عن حوزة الدين ومجاهدة الكافرين. (3) " وقال ومن ذريتي " أي واجعل من ذريتي من يوشح بالإمامة (4) ويرشح لهذه الكرامة " قال لا ينال عهدي الظالمين " قال مجاهد: العهد: الإمامة وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، واستدل بها أصحابنا على أن الامام لا يكون إلا معصوما. (5) " فخذ أربعة " قيل: إنهما الطاووس والديك والحمام والغراب، أمر أن يقطعها و يخلط ريشها بدمها، عن مجاهد وابن جريح وعطا وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام " ثم اجعل على كل جبل " روي عن أبي عبد الله عليه السلام أن معناه: فرقهن على كل جبل، و كانت عشرة أجبل، ثم خذ بمناقيرهن وادعهن باسمي الأكبر واحلفهن بالجبروت و العظمة " يأتينك سعيا " ففعل إبراهيم ذلك وفرقهن على عشرة أجبل ثم دعاهن فقال:
أجبن بإذن الله، فكانت تجتمع وتألف لحم كل واحد وعظمه إلى رأسه، وطارت إلى

(1) مجمع البيان 1: 200 - 201. م (2) جمع الجاني.
(3) بل ولا القيام بتدبير الأمة وسياستها، إذ يجوزان يكون نبيا لنفسه فقط.
(4) من وشح بثوبه: لبسه، ويقال: يوشح لولاية العهد أي يربى ويؤهل لها.
(5) مجمع البيان: 201 - 202. م
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست