بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٢٢٧
بمصر وجعلت النساء (1) يتحدثن بحديثها ويعذلنها (2) ويذكرنها وهو قوله: " وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه " فبلغ ذلك امرأة العزيز فبعثت إلى كل امرأة رئيسة فجمعتهن (3) في منزلها وهيأت لهن مجلسا، ودفعت إلى كل امرأة أترجة وسكينا، فقالت: اقطعن، ثم قالت ليوسف: اخرج عليهن، وكان في بيت فخرج يوسف عليهن فلما نظرن (4) إليه اقبلن يقطعن أيديهن وقلن كما حكى الله عز وجل " فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن واعتدت لهن متكأ " أي أترجة " وآتت " وأعطت " كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه " إلى قوله: " إن هذا إلا ملك كريم " فقالت امرأة العزيز: " فذلكن الذي لمتنني فيه " في حبه " ولقد راودته عن نفسه " أي دعوته " فاستعصم " أي امتنع، ثم قالت: " ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن و ليكونا من الصاغرين " فما أمسى يوسف في ذلك البيت (5) حتى بعثت إليه كل امرأة رأته تدعوه إلى نفسها فضجر يوسف في ذلك البيت فقال: " رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين * فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن " أي حيلتهن " أصب إليهن " أي أميل إليهن، وأمرت امرأة العزيز بحبسه فحبس في السجن. (6) بيان: قال الطبرسي رحمه الله: يسأل ويقال: كيف قال يوسف: " السجن أحب إلي مما تدعونني إليه " ولا يجوز أن يراد السجن الذي هو المكان، وإن عنى السجن الذي هو المصدر فإن السجن معصية كما أن ما دعونه إليه معصية فلا يجوز أن يريده؟ فالجواب أنه لم يرد المحبة التي هي الإرادة، وإنما أراد أن ذلك أخف علي وأسهل. ووجه

(1) في نسخة: وجعلن النساء.
(2) " ": ويعيرنها.
(3) " ": فجمعن.
(4) " ": فلما أن نظرن إليه.
(5) في نسخة: في ذلك اليوم. وكذا فيما بعده.
(6) تفسير القمي 318 - 320. م
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»
الفهرست