بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ١٢٥
أحب إلي من حبيبك محمد، فأوحى الله إليه: أفهو أحب إليك أم نفسك؟ (1) قال بل هو أحب إلي من نفسي، قال: فولده أحب إليك أم ولدك؟ قال: بل ولده، قال:
فذبح ولده ظلما على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أذبح ولدك بيدك في طاعتي؟ قال: يا رب بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي، قال: يا إبراهيم فإن طائفة تزعم أنها من أمة محمد ستقتل الحسين ابنه من بعده ظلما وعدوانا كما يذبح الكبش، ويستوجبون بذلك سخطي; فجزع إبراهيم لذلك وتوجع قلبه وأقبل يبكي، فأوحى الله عز وجل: يا إبراهيم قد فديت جزعك (2) على ابنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجز عك على الحسين وقتله، و أوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب، وذلك قول الله عز وجل: " وفديناه بذبح عظيم ". (3) أقول: قد روى هذا الخبر في " ن " أيضا. (4) 2 - تفسير علي بن إبراهيم: أبي، عن فضالة بن أيوب، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام إن إبراهيم أتاه جبرئيل عليه السلام عند زوال الشمس من يوم التروية، فقال: يا إبراهيم ارتو من الماء لك ولأهلك، ولم يكن بين مكة وعرفات ماء فسميت التروية لذلك، فذهب به حتى انتهى به إلى منى فصلى به الظهر والعصر والعشائين والفجر حتى إذا بزغت الشمس خرج إلى عرفات فنزل بنمرة وهي بطن عرنة، (5) فلما زالت الشمس خرج وقد اغتسل فصلى الظهر والعصر بأذان واحد وإقامتين، وصلى في موضع المسجد الذي بعرفات وقد كانت ثم أحجار بيض فأدخلت في المسجد الذي بنى، ثم مضى به إلى الموقف فقال: يا إبراهيم اعترف بذنبك، واعرف مناسكك; ولذلك سميت عرفة، وأقام به حتى غربت الشمس،

(١) في نسخة: أو نفسك.
(٢) في نسخة من المصدر: قد قبلت جزعك.
(٣) الخصال ج 1: 30 - 31. م (4) عيون الأخبار: 116 - 117. م (5) بالفتح فالكسر: ناحية بعرفة. وعرنة كهمزة: واد بحذاء عرفات. وقيل: بطن عرنة:
مسجد عرفة والمسيل كله.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست