بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٩٦
خطاب لجميع المكلفين يقول الله سبحانه لهم ولكل واحد منهم: يا أيها الانسان إنك عامل عملا في مشقة لتحمله إلى الله وتوصله إليه " فملاقيه " أي ملاق جزاءه، وقيل أي ملاق ربك " فأما من أوتي كتابه " الذي ثبتت فيه أعماله " بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا " أي لا يناقش في الحساب ولا يواقف على ما عمل من الحسنات وماله عليه من الثواب وما حط عنه من الأوزار، إما بالتوبة، أو بالعفو، وقيل: الحساب اليسير: التجاوز عن السيئات والإثابة على الحسنات، ومن نوقش الحساب عذب.
في خبر مرفوع.
وفي رواية أخرى: يعرف عمله ثم يتجاوز عنه. وفي حديث آخر ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا وأدخله الجنة برحمته، قالوا: وما هي يا رسول الله؟ قال:
تعطي من حرمك، وتصل من قطعك، وتعفو عمن ظلمك " وينقلب " بعد الفراغ من الحساب " إلى أهله مسرورا " بما أوتي من الخير والكرامة، والمراد بالأهل الحور العين، وقيل: أزواجه وأولاده وعشائره وقد سبقوه إلى الجنة " وأما من أوتي كتابه وراء ظهره " لان يمينه مغلولة إلى عنقه، وتكون يده اليسرى حلف ظهره، وقيل: تخلع يده اليسرى خلف ظهره، والوجه في ذلك أن يكون إعطاء الكتاب باليمين أمارة للملائكة والمؤمنين لكون صاحبه من أهل الجنة، ولطفا للخلق في الاخبار به، وكناية عن قبول أعماله، وإعطاؤه على الوجه الآخر أمارة لهم على أن صاحبه من أهل النار، وعلامته لمناقشة الحساب وسوء المآب " فسوف يدعو ثبورا " أي هلاكا، إذا قرأ كتابه وهو أن يقول:
وا ثبوراه وا هلاكاه " ويصلى سعيرا " أي يدخل النار ويعذب بها " إنه كان في أهله مسرورا " في الدنيا ناعما لا يهمه أمر الآخرة ولا يتحمل مشقة العبادة، فأبدله الله بسروره غما باقيا لا ينقطع، وقيل: كان مسرورا بمعاصي الله لا يندم عليها " إنه ظن أن لن يحور " أي ظن في دار التكليف أنه لن يرجع إلى الحياة في الآخرة فارتكب المأثم " بلى " ليحورن وليبعثن " إن ربه كان به بصيرا " من يوم خلقه إلى أن يبعثه.
وفي قوله تعالى: " إذا زلزلت الأرض زلزالها ": أي إذا حركت الأرض تحريكا شديدا لقيام الساعة، زلزالها الذي كتب عليها، ويمكن أن يكون إنما أضافها إلى
(٩٦)
مفاتيح البحث: التوبة (1)، العفو (1)، الظنّ (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326