بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٩٥
ما تعملونه " كراما " على ربهم " كاتبين " يكتبون أعمال بني آدم " يعلمون ما تفعلون " من خير وشر " إن الأبرار لفي نعيم " وهو الجنة، والأبرار أولياء الله المطيعون في الدنيا " وإن الفجار لفي جحيم " وهو العظيم من النار " يصلونها يوم الدين " أي يلزمونها بكونهم فيها " وما هم عنها بغائبين " أي لا يكونون غائبين عنها بل يكونون مؤبدين فيها، وقد دل الدليل على أن أهل الكبيرة من المسلمين لا يخلدون في النار فالمراد بالفجار الكفار " وما أدريك ما يوم الدين " قاله تعظيما لشدته، ثم كرر تأكيدا لذلك، وقيل:
أراد: وما أدراك ما في يوم الدين من النعيم لأهل الجنة؟ ثم ما أدراك ما في يوم الدين من العذاب لأهل النار؟ " يوم لا تملك نفس لنفس شيئا " أي لا يملك أحد الدفاع عن غيره ممن يستحق العقاب " والامر يومئذ لله " وحده، أي الحكم له في الجزاء والثواب والعفو والانتقام. وروي عمر بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: إن الامر يومئذ واليوم (1) كله لله، يا جابر إذا كان يوم القيامة بادت الحكام فلم يبق حاكم إلا الله.
وفي قوله تعالى: " إذا السماء انشقت ": أي تصدعت وانفرجت، وانشقاقها من علامات القيامة، وذكر ذلك في مواضع من القرآن " وأذنت لربها " أي سمعت وأطاعت في الانشقاق، وهذا توسع أي كأنها سمعت وانقادت لتدبير الله " وحقت " أي وحق لها أن تأذن بالانقياد لأمر ربها الذي خلقها وتطيع له " وإذا الأرض مدت " أي بسطت باندكاك جبالها وآكامها حتى تصير كالصحيفة الملساء، وقيل: إنها تمد مد الأديم العكاظي وتزاد في سعتها عن ابن عباس، وقيل: سويت فلا بناء ولا جبل إلا دخل فيها " وألقت ما فيها " من الموتى والكنوز " وتخلت " أي خلت فلم يبق في بطنها شئ، وقيل:
معناه: ألقت ما في بطنها من كنوزها ومعادنها " وتخلت " مما على ظهرها من جبالها وبحارها " وأذنت لربها وحقت " ليس هذا بتكرار لان الأول في صفة السماء، والثاني في صفة الأرض، وهذا كله من أشراط الساعة وجلائل الأمور التي تكون فيها، والتقدير:
إذا كانت هذه الأشياء رأى الانسان ما قدم من خير وشر، ويدل على هذا المحذوف قوله: " يا أيها الانسان إنك كادح إلى ربك كدحا " أي ساع إليه في عملك، وهو

(1) الظاهر: الحكم.
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326