بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٩٠
الروح والملائكة صفا " اختلف في الروح فقيل: خلق الله على صورة بني آدم وليسوا بناس ولا بملائكة يقومون صفا والملائكة صفا، وقيل: ملك من الملائكة ما خلق الله مخلوقا أعظم منه، فإذا كان يوم القيامة قام هو وحده صفا، وقامت الملائكة كلهم صفا واحدا فيكون عظم خلقه مثل صفهم عن ابن عباس، وقيل: إنها أرواح الناس تقوم مع الملائكة فيما بين النفختين قبل أن ترد الأرواح إلى الأجساد عن ابن عباس أيضا، وقيل:
إنه جبرئيل عليه السلام، وقال وهب: إن جبرئيل واقف بين يدي الله عز وجل ترعد فرائصه، يخلق الله عز وجل من كل رعدة منه مائة ألف ملك، فالملائكة صفوف بين يدي الله عز وجل منكسوا رؤوسهم، فإذا أذن الله لهم في الكلام قالوا: لا إله إلا الله " وقال صوابا " أي لا إله إلا الله، وعن الصادق عليه السلام أنه ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل، وقيل: إن الروح بنو آدم.
وقوله: صفا: معناه مصطفين " لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن " وهم المؤمنون والملائكة " وقال " في الدنيا " صوابا " أي شهد بالتوحيد وقال: لا إله إلا الله، وقيل: إن الكلام ههنا الشفاعة " ذلك اليوم الحق " الذي لا شك فيه يعني القيامة " فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا " أي مرجعا بالطاعة " إنا أنذرناكم عذابا قريبا " يعني العذاب في الآخرة " يوم ينظر المرء ما قدمت يداه " أي ينتظر جزاء ما قدمه من طاعة ومعصية، وقيل: معناه: إن كل أحد ينظر إلى عمله في ذلك اليوم من خير وشر مثبتا عليه في صحيفته فيرجو ثواب الله على صالح عمله ويخاف العقاب على سوء عمله " ويقول الكافر " في ذلك اليوم " يا ليتني كنت ترابا " أي يتمنى أن لو كان ترابا لا يعود ولا يحاسب ليتخلص من عقاب ذلك اليوم، وقال عبد الله بن عمر: إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم وحشر الدواب والبهائم والوحوش ثم يجعل القصاص بين الدواب حتى يقتص للشاة الجماء (1) من الشاة القرناء التي نطحتها، وقال مجاهد: يقاد يوم القيامة للمنطوحة من الناطحة، وقال المقاتل: إن الله يجمع الوحوش والهوام والطير وكل شئ غير الثقلين فيقول: من ربكم؟ فيقولون: الرحمن الرحيم، فيقول لهم الرب بعد

(1) جمع الاجم: الكبش لا قرن له.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326