بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٨٥
الجائزون عن طريق الحق عامدين، والفرق بين الخاطئ والمخطئ أن المخطئ قد يكون من غير تعمد، والخاطئ: المذنب المتعمد الجائز عن الصراط المستقيم.
وفي قوله سبحانه: " يوم تكون السماء كالمهل ": أي كدردي الزيت، وقيل:
كعكر القطران، وقيل: مثل الفضة إذا أذيبت، وقيل: مثل الصفر المذاب " وتكون الجبال كالعهن " أي كالصوف المصبوغ، وقيل: كالصوف المنفوش، وقيل: كالصوف الأحمر، بمعنى أنها تلين بعد الشدة وتتفرق بعد الاجتماع، وقال الحسن: إنها أولا تصير كثيبا مهيلا، ثم تصير عهنا منفوشا، ثم هباءا منثورا " ولا يسئل حميم حميما " لشغل كل إنسان بنفسه عن غيره وقيل: لا يسأله أن يتحمل من أوزاره ليأسه من ذلك في الآخرة، وقيل: معناه أنه لا يحتاج إلى سؤاله لأنه يكون لكل علامة يعرف بها، فعلامة الكافرين سواد الوجوه وزرقة العيون، وعلامة المؤمنين نضارة اللون وبياض الوجوه " يبصرونهم " أي تعرف الكفار بعضهم بعضا ساعة، ثم لا يتعارفون ويفر بعضهم من بعض، وقيل: يعرفهم المؤمنون فيشمتون بهم ويسرون بعذابهم، وقيل: يعرف أتباع الضلالة رؤساءهم، وقيل: إن الضمير يعود إلى الملائكة أي يعرفهم الملائكة، ويجعلون بصراء بهم فيسوقون فريقا إلى الجنة وفريقا إلى النار " يود المجرم " أي يتمنى العاصي " لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه " أي يتمنى سلامته من العذاب النازل به بإسلام كل كريم عليه من أولاده الذين هم أعز الناس عليه " وصاحبته " أي زوجته التي كانت سكنا له، وربما آثرها على أبويه " وأخيه " الذي كان ناصرا له ومعينا " وفصيلته " أي وعشيرته " التي تؤويه " في الشدائد وتضمه، ويأوي إليها في النسب " ومن في الأرض جميعا " أي بجميع الخلائق " ثم ينجيه " ذلك الفداء " كلا " لا ينجيه ذلك " إنها لظى " يعني أن نار جهنم لظى أو القصة لظى " نزاعة للشوى " وسميت لظى لأنها تتلظى أي تشتعل وتتلهب على أهلها، وقيل: لظى اسم من أسماء جهنم، وقيل: هي الدركة الثانية منها، وهي " نزاعة للشوى " تنزع الأطراف فلا تترك لحما ولا جلدا إلا أحرقته وقيل: تنزع الجلد وأم الرأس، وقيل: تنزع الجلد واللحم عن العظم، وقال الكلبي:
يعني تأكل الدماغ كله ثم يعود كما كان، وقال أبو صالح: الشوى: لحم الساق، وقال
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326